Page 101 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 101

‫‪99‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫قصــة‬

‫متشابهة؟ حينها سعدت بذلك؛ فهذا يعني أن أرواحنا‬          ‫هكذا‪ ،‬ولا أشعر بسخونة جسدي‪ ،‬وبنا ٍر في وجهي‪،‬‬
   ‫قد تمازجت‪ ،‬وأضافت لدى الآخرين نظرة مختلفة‬           ‫إذا ما رأيت مع أحدهم فتاة يقولون بأن بينهما قصة‬
                                   ‫لوجودنا م ًعا‪.‬‬
    ‫لم يشك أحد يو ًما أن بيننا علاقة ُمريبة؛ فعلاقتنا‬                                             ‫حب‪.‬‬
   ‫كانت في النور‪ ،‬الكل كان يعلم أنني إذا سألت عن‬            ‫نعم‪ ،‬كنت أسمع لك في اشتياق‪ ،‬وكنت أتمني أن‬
         ‫أخي فسيعلمون بديهيًّا أنك قط ًعا المقصود‪.‬‬
                                                                    ‫ُتمحى جميع نساء الأرض علك تراني‪.‬‬
‫هل تعلم أنني مازلت أبحث عن مواصفاتك في شريك‬                     ‫أعتقد أنك لم تكن بهذا الغباء حتى لا تشعر‬
                ‫حياتي المستقبلي‪ ،‬وإلى الآن لم أجد‪.‬‬        ‫بإحساسي بك‪ .‬كنت تشعر‪ ،‬أتأكد من هذا‪ ،‬ولكنك‬
                                                              ‫أخذت قرا ًرا بعدم الاقتراب مني‪ ،‬أو التحرش‬
‫فأنت بالنسبة لي كامل الأوصاف‪ .‬لا يوجد فيك شيء‬
   ‫مث ًل لا يعجبني أريد تغييره‪ ،‬كل ما فيك يروقني‪.‬‬                                            ‫بمشاعري‪.‬‬
   ‫أما هو‪ ،‬فأنا أعلم أنني لو تزوجته‪ ،‬ستكون زيجة‬             ‫كنت تعلم بأن ُمسمى الصداقة‪ ،‬والأخوة‪ ،‬أعمق‬
                                                          ‫وأبقى؛ ولهذا لم أتهمك يو ًما بظلمي‪ ،‬أو إهانتي‪ ،‬أو‬
  ‫قصيرة لإشباع الغريزة‪ .‬لن أستطيع إخبار الجميع‬
‫بزواجي منه؛ فالاختلاف بيننا سيجعل المُقربين مني‬                                        ‫حتى المساس بي‪.‬‬
                                                           ‫لم أكن أخشى على نفسي منك‪ .‬كنت أعلم أنك لن‬
              ‫يتهمونني بالسفه إذا ما حملت اسمه‪.‬‬            ‫تخترق حصوني‪ ،‬حتى وإن كنت تعلم أن المفتاح‬
‫أما أنت‪ ،‬مازلت لا أستطيع تخيلك كزوج‪ ،‬ولكن إذا ما‬
                                                                   ‫معك‪ ،‬وتستطيع الولوج بسهولة ويسر‪.‬‬
  ‫حدث‪ .‬سأكون فخورة بأن أحمل اسمك؛ فستصبح‬                 ‫وأنا لم أشتهك يو ًما كرجل‪ ،‬لم أتمنك زو ًجا ‪-‬كيف‬
              ‫قدوة لأبنائي‪ ،‬أتمنى أن يكونوا مثلها‪.‬‬     ‫أراك رج ًل وأنا لم أشعر معك يو ًما بأنوثتي‪ -‬ولكنني‬

   ‫ولكن‪ ،‬أو تدري! أنني اختبرت نفسي كثي ًرا لأعلم‬             ‫وددت أن أظل معك‪ .‬أن أطمئن عليك‪ ،‬أن أعرف‬
      ‫إذا كنت استطعت أن أخرجك من داخلي‪ .‬فحفل‬                ‫أخبارك‪ ،‬أن أستمع لمغامراتك‪ ،‬أن يكون لي الحق‬
     ‫توقيع روايتك الأخيرة‪ ،‬كان في مكتبة قريبة من‬          ‫لمشاركتك كافة تفاصيلك‪ ،‬أن تشاركني رغبتي في‬
                                                           ‫التنزه سي ًرا على الأقدام بين ربوع الوديان‪ ،‬وأن‬
  ‫محل عملي‪ ،‬والموعد تحدي ًدا في توقيت خروجي من‬
  ‫العمل‪ ،‬والأمور ُميسرة تما ًما لحضوري‪ ،‬ولكني لم‬             ‫نقضي م ًعا رحلة ترفيهية لبلد بعيد‪ .‬نعود منه‬
  ‫أشعر بشوق لرؤيتك كسابق عهدي‪ ،‬ورغم تأكيدك‬             ‫ُمحملين بذكريات لا تنسى‪ ،‬تمنيت أن يكون لي الحق‬
  ‫لي بأن أحضر‪ ،‬وأن نسختي المُهداة منك ستكون في‬          ‫في مواساتك إذا ما أصابك مكروه ُمربتة على كتفيك‬
                                                        ‫كرضيع أريد له السكون‪ ،‬وأن أصالحك على حبيبتك‬
           ‫استقبالي‪ ،‬إلا أن هذا لم يثرني للحضور‪.‬‬
 ‫هو ظهر في حياتي‪ ،‬بعد ما توقعت أنني ح ًّقا نسيتك‪.‬‬        ‫ثم أضيق عليكما الخناق بعدها رغم غيرتي وقتها‪.‬‬
                                                            ‫أما هو‪ ،‬فحينما عاملني كأنثى‪ ،‬اشتهيته كرجل‪.‬‬
                   ‫فرحت للتشابه بينكما في أشياء‪.‬‬                  ‫حدثني فيما لم يحدثني أحد فيه من قبل‪.‬‬
  ‫ومع كل ليلة أقضيها معه‪ ،‬وأكون مستمتعة للغاية‪.‬‬                            ‫لقد نبهني بأن لي جس ًدا شهيًّا‪.‬‬

                              ‫أراك أنت في منامي‪.‬‬       ‫هو عكسي تما ًما في كل شيء‪ ،‬وكأنه يكملني لنصبح‬
‫أنت حب الروح الخالد‪ ،‬أما هو فعشق الجسد الفاني‪.‬‬                            ‫م ًعا شيئًا يجمع كل التناقضات‪.‬‬

  ‫سيظل «هو» وإن كان حاض ًرا‪ ،‬وستظل «أنت» وإن‬            ‫أما أنت‪ ،‬فقد كنت تشبهني في أغلب الصفات‪ .‬طباعنا‬
                                      ‫كنت غائبًا‪.‬‬      ‫واحدة دون ترتيب مسبق‪ ،‬ودون أن يلفت نظر أحدنا‬

    ‫أنهت حوارها حين سماعها صوت رسالة هاتفية‬                                                 ‫الآخر لذلك‪.‬‬
                                ‫نصها «اشتقتك»‪.‬‬                ‫هل تذكر يوم أن أخبرتنا زميلة بأن ملامحنا‬
   96   97   98   99   100   101   102   103   104   105   106