Page 244 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 244

‫العـدد ‪24‬‬                       ‫‪242‬‬

                                 ‫ديسمبر ‪٢٠٢٠‬‬

    ‫(البيك والسايق) عام ‪،1973‬‬                 ‫حقى شلبي‬                  ‫وعي المرأة العراقية بشكل‬
   ‫والمعدة عن مسرحية (بونتيلا‬                                          ‫مطرد وتعرفها على حقوقها‬
                                    ‫المسرحيات بأسماء مستعارة‬
      ‫وتابعه ماتي) لـ(بريشت)‬     ‫خو ًفا من التعرف عليهن من قبل‬           ‫وواجباتها‪ ..‬إلا أن النظرة‬
     ‫ومثلت فيها محظية بونتيلا‬                                      ‫المجتمعية ظلت رجعية وقاصرة‬
 ‫المتحررة‪ ،‬وظهرت الممثلة سعاد‬        ‫أهاليهن‪ ..‬ولم تكن في الفرقة‬
                                      ‫أي ممثلة من بغداد إلا بعد‬      ‫تجاه المرأة وجسدها المنخرط‬
      ‫عبد الله بملابس السباحة‬                                            ‫في الفنون‪ ،‬والتابو المزمن‬
‫(المايوه) وهي تتقافز على خشبة‬       ‫إن جاء المخرج إبراهيم جلال‬
 ‫المسرح وتثير المغريات الحسية‬     ‫بالممثلة سعاد عبد الله من محلة‬      ‫والمحرم الذي أكل من جرف‬
                                                                   ‫عطائها الكثير وأخرها عن ركب‬
    ‫بحركتها وصوتها المغناج في‬      ‫باب الشيخ في بغداد بمظهرها‬
‫سابقة لم تشهدها مسارح بغداد‬       ‫الفاقع‪ ،‬وجسدها المتحرر‪ ،‬وقوة‬      ‫إناث المنطقة‪ ..‬فأغلب المنتميات‬
                                                                    ‫مث ًل للفرقة القومية للتمثيل في‬
   ‫إلى ذلك الحين‪ ،‬حرض المظهر‬         ‫روحها‪ ،‬وقدمها في مسرحية‬
  ‫الذي ظهرت به سعاد في البيك‬                                          ‫بداية تأسيسها هن ناشطات‬
 ‫والسايق ‪-‬وقبلها عام ‪ 1971‬في‬                                        ‫مسرحيات في المحافظات هربن‬
  ‫مسرحية الطوفان تاليف عادل‬
‫كاظم واخراج جلال عندما لعبت‬                                            ‫إلى العاصمة بسبب الضغط‬
‫دور صاحبة الحانة في المسرحية‬                                         ‫الاجتماعي والعائلي في مدنهن‬
 ‫المقتبسة من ملحمة جلجامش‪-‬‬                                        ‫وقراهن النائية‪ ،‬جئن وسجلن في‬
 ‫بقية الممثلات في الفرقة والفرق‬                                     ‫الفرقة الوليدة لحماية أنفسهن‬
  ‫الأخرى على تحرير أجسادهن‬                                           ‫من الثأر العشائري من جهة‪،‬‬
‫بنسب معينة وحسب ما يقتضيه‬                                         ‫وايجادهن مصدر للعمل وللعيش‬
 ‫الدور التمثيلي‪ ،‬وأصبحت الفرق‬                                        ‫الكريم‪ ،‬بل وأخذن يظهرن في‬
 ‫المسرحية تتنافس في تقديم‬                                          ‫وسائل الإعلام وفي مانشيتات‬
   ‫الممثلات الجدد خريجات‬
                                              ‫صورة تذكارية من مسرحية البيك والسايق‬
    ‫معاهد وأكاديمية الفنون‬
   ‫في بغداد‪ ،‬وتأسست فرقة‬

      ‫مسرح الرشيد للفنون‬
 ‫الشعبية عام ‪- 1969‬الفرقة‬

     ‫القومية للفنون الشعبية‬
  ‫فيما بعد‪ -‬والتي استوعبت‬
‫أجمل الفتيات الشابات جس ًدا‬

    ‫وقوا ًما ممشو ًقا‪ ،‬حيث تم‬
   ‫اختيارهن بعناية فائقة من‬
 ‫قبل لجان أجنبية متخصصة‪.‬‬
  ‫وتمظهرت حقبة السبعينيات‬
‫عن حركات وتيارات مسرحية‬
‫استوعبت هذا الحراك النسوي‬

     ‫العريض‪ ،‬وقدمت عرو ًضا‬
  ‫عديدة تعبر عن تيار النسوية‬
‫الما بعد حداثي‪ ،‬كما في مسرحية‬
   239   240   241   242   243   244   245   246   247   248   249