Page 242 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 242

‫العـدد ‪24‬‬                         ‫‪240‬‬

                                 ‫ديسمبر ‪٢٠٢٠‬‬

‫الجسد النسوي‬

          ‫المقموع‬
                                                     ‫د‪.‬سعد عزيز عبد الصاحب‬

‫(العراق) وتجلياته المسرحية‬

     ‫العراق المعاصر بقي التابو‬      ‫الجسد الأنثوي بتابو تاريخي‬           ‫استمر الجسد الأنثوي‬
‫ملاز ًما لحضور الجسد الأنثوي‬            ‫لم يجر العبور عليه الا في‬
‫واندماجه في الفنون‪ ،‬وخصو ًصا‬                                              ‫بوصفه محر ًما في التاريخ‬
 ‫في حقل المسرح فترات طويلة‪..‬‬      ‫لحظات نادرة من تاريخ العراق‬            ‫الاجتماعي والثقافي والفني‬
                                  ‫المعاصر‪ ..‬وربما أسهمت حركة‬         ‫الحديث للعراق‪ ،‬بسبب الانساق‬
   ‫فأخذ الشباب الوسيمون من‬       ‫النهضة العربية في بدايات القرن‬     ‫الثقافية والاجتماعية‬
     ‫الذكور يلعبون دور الإناث‬      ‫العشرين بدعوات عبد الرحمن‬           ‫والدينية التي‬
                                   ‫الكواكبي ومحمد عبده وجمال‬             ‫أسهمت‬
 ‫طوال ثلاثة عقود (العشرينيات‬                                             ‫بوصم‬
‫والثلاثينيات والأربعينيات) على‬      ‫الدين الأفغاني في إذابة شيء‬
                                    ‫من الجليد الكثيف الذي كسى‬         ‫سعاد عبد الله‬
  ‫الرغم من حضور عديد الفرق‬          ‫الجسد الأنثوي العربي قرو ًنا‬
    ‫العربية المصرية إلى العراق‪،‬‬  ‫طويلة‪ ،‬وألقى بظلاله على الحركة‬
                                     ‫النسوية العراقية متزامنًا مع‬
  ‫كفرقة فاطمة رشدي ويوسف‬
   ‫وهبي وجورج أبيض ومعهم‬              ‫بناء الدولة العراقية الحديثة‬
‫جملة من الممثلات‪ ..‬لم يخلق هذا‬    ‫عام ‪ ،1920‬وبدعوات الإصلاح‬
 ‫الحضور عدوى التأثر من قبل‬
‫المرأة العراقية لتنخرط في الحقل‬       ‫ودمج المرأة بحركة المجتمع‬
    ‫المسرحي‪ ،‬وذلك بسبب عظم‬         ‫التي قادها الرصافي والزهاوي‬
   ‫النظرة القاصرة لدور الممثلة‬
  ‫في المجتمع‪ ،‬وعدم اتيان الدولة‬     ‫والبستاني‪ ،‬وعدم قعودها في‬
   ‫الوليدة في دستورها بقوانين‬     ‫البيت‪ ،‬وعملها أسوة بالرجل في‬
 ‫تخص الفنون‪ ،‬والفن المسرحي‬
‫بخاصة‪ ،‬إضافة لازدهار الملاهي‬        ‫المعمل والمدرسة والجامعة‪..‬‬
                                 ‫وعندما جاءت الفنون الجميلة‬

                                    ‫وافدة من الغرب ودخلت‬
   237   238   239   240   241   242   243   244   245   246   247