Page 245 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 245

‫‪243‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫مسرح‬

 ‫الأداء التمثيلي للصوت الأنثوي‬           ‫نادب حزين يعبر عن مكنوناته‬       ‫(بيت برناردا ألبا) نص الشاعر‬
  ‫إلى حقبة التسعينيات‪ ،‬هنا أخذ‬              ‫ولواعجه من خلال الحركة‬           ‫الإسباني لوركا‪ ،‬ومسرحية‬
  ‫الجسد الأنثوي ينطوي ويلف‬                                                  ‫(جزيرة الماعز) نص الإيطالي‬
                                          ‫المأتمية‪ :‬اللطم‪ ،‬الضم‪ ،‬الحنين‬     ‫إيغوبتي‪ ،‬ومن إخراج سامي‬
     ‫نفسه شيئًا فشيئًا ويتقهقر‬           ‫للغائب‪ ،‬وتلاوين من الحركات‬
‫باتجاه (الذاتي) وحوار الوجود‪،‬‬             ‫التي استدعاها المخرجون من‬      ‫عبد الحميد‪ ،‬ومونودراما (آسف‬
‫بعد أن كان في فترة السبعينيات‬             ‫المثولوجيا العراقية في مسرح‬          ‫الرقم غلط) إعداد وإخراج‬

  ‫منتشيًا وألِ ًقا ومفتو ًحا باتجاه‬          ‫التعازي والمسرح الطقسي‬      ‫محسن العزاوي‪ ،‬وتمثيل سليمة‬
    ‫الكرنفال الجماعي والغنائية‪،‬‬         ‫وغيره‪ ..‬كما في مسرحيات (لغة‬        ‫خضير‪ ،‬وأصبحت هناك وفرة‬
 ‫أنتجت الثمانينيات جس ًدا أدائيًّا‬                                            ‫في الممثلات يتنافسن أدائيًّا‬
‫مر ًنا متحو ًل ومثق ًفا نو ًعا ما‪ ،‬إذ‬      ‫الأمهات) و(حكايات الأرض‬          ‫فيما بينهن‪ ،‬وأمست خيارات‬
‫أراد القائمون على المسرح تجديد‬         ‫والعطش والناس) إعداد وإخراج‬           ‫المخرجين لأداء الشخصيات‬
  ‫دماء الممثلات والإتيان بأجيال‬
     ‫جديدة‪ ،‬فظهرت إقبال نعيم‬              ‫قاسم محمد‪ ،‬وشجرة العائلة‬       ‫النسائية متنوعة‪ ،‬وتحرر الجسد‬
‫وسهير إياد وآسيا كمال وإثمار‬                 ‫تاليف عزيز عبد الصاحب‬         ‫من ربقة المحددات الاجتماعية‬
   ‫خضر وسهى سالم‪ ،‬وصو ًل‬                                                       ‫والثقافية‪ ،‬ورقص الجسد‬
‫لفترة التسعينيات والتي شهدت‬            ‫وإخراج قاسم محمد‪ ،‬ومسرحية‬            ‫الأنثوي على إيقاعات السامبا‬
  ‫التحول الأبرز للجسد الأنثوي‬           ‫(مطر يمه) تأليف عواطف نعيم‬          ‫والرومبا والخشابة البصرية‬
 ‫في تاريخ المسرح العراقي‪ ،‬حين‬                                                ‫والسمفونيات العالمية‪ ،‬وقب ًل‬
   ‫قلمت أظافره وقمع واستبعد‬                 ‫وإخراج عزيز خيون‪ ،‬حيث‬             ‫الممثل حسن حسني زميلته‬
 ‫قس ًرا بعد أن زجت معه أجساد‬            ‫اتخذت الأنثى في هذه العروض‬            ‫الممثلة سعاد عبد الرزاق في‬
   ‫هجينة أجساد نتنة جاءت من‬              ‫وتلبست شخصيات الأم الثكلى‬
    ‫الملاهي الليلية والمواخير بعد‬                                        ‫عرض (روميو وجوليت) إخراج‬
                                             ‫والحبيبة والزوجة المسبية‬          ‫محسن العزاوي‪ ،‬في ملمح‬
      ‫أن اغلقت بدعوى (الحملة‬                      ‫والصابرة والمجنونة‪.‬‬
    ‫الإيمانية)‪ ،‬فاضطرت العديد‬                                                ‫إيروتيكي جديد على المسرح‬
 ‫من الممثلات الملتزمات إلى لزوم‬           ‫تلفع الجسد الأنثوي في أغلب‬          ‫العراقي حينها عام ‪،1977‬‬
‫بيوتهن وترك العمل في المسرح‪،‬‬            ‫هذه العروض باللون الأسود أو‬       ‫وصو ًل إلى مسرح الثمانينيات‪،‬‬
    ‫وهاجر البعض الآخر خارج‬             ‫بثياب العرس البيضاء‪ ،‬كعروس‬          ‫مسرح التعبئة للمعركة‪ ،‬حيث‬
‫البلاد كسهير إياد وأثمار خضر‬                                             ‫تحول الجسد الأنثوي إلى جسد‬
     ‫وعواطف إبراهيم وغيرهن‪.‬‬               ‫مندلي‪ ،‬وعبر خطابها المنطوق‬
  ‫تحول الجسد الأنثوي التمثيلي‬              ‫عن أسى العلاقة بينها وبين‬
 ‫الملفع بالأردية السوداء في عقد‬        ‫الحرب وهي تأكل الولد والحبيب‬
‫الثمانينيات إلى جسد مقنع بأكثر‬
 ‫من حجاب وغلالة‪ ،‬متوا ٍر خلف‬                  ‫والزوج والزمن الجميل‪..‬‬
    ‫السلطة الاجتماعية والدينية‪،‬‬            ‫وأصبح هناك دور للثنائيات‬
     ‫وعلى الرغم من ذلك ظهرت‬             ‫الأدائية الذكر‪ /‬الأنثى والتباري‬
  ‫مجموعة من الممثلات المجيدات‬          ‫الشرس في الاداء التمثيلي ما بين‬
    ‫في مستهل عقد التسعينيات‪،‬‬           ‫الممثلة والممثل‪ ،‬كما في مسرحيات‬
     ‫منهن رغد أحمد ولمياء بدن‬           ‫(الباب) و(العودة) نص يوسف‬
    ‫وزهرة بدن وهيفاء إبراهيم‬              ‫الصائغ وإخراج قاسم محمد‪،‬‬
                                       ‫ومسرحية (قصة حب معاصرة)‬
                                        ‫نص فلاح شاكر وإخراج هاني‬
                                           ‫هاني‪ .‬وأتذكر ثنائيات هديل‬

                                             ‫كامل ومحمود أبو العباس‬
                                         ‫وسهير إياد وجواد الشكرجي‬
                                        ‫وشذى سالم والشكرجي أي ًضا‪،‬‬
                                          ‫استمر زخم الثنائيات بطغيان‬
   240   241   242   243   244   245   246   247   248   249   250