Page 105 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 105

‫جدير بأن نهتم به لأسباب أولها‬
   ‫أن لنا فيه نصي ًبا معلو ًما‪ ،‬بل إن‬
 ‫ما ورد عنا فيه هو الأهم والأولى‬
    ‫بالرعاية‪ ،‬فقد بدأ تاريخ ًّيا بدور‬

‫المصريين القدماء في إنتاج العلم‬
‫والمعرفة إلى الحد الذي يثير غيرة‬
‫الآخرين التي تدعو صاحبها للكيد‬

   ‫والانتقام فيسطو على مقتنيات‬
                ‫الراحلين ليفيد منها‬

                                                                         ‫أرنولد توينبى‬

    ‫إشارة إلى الأغلاط التاريخية‬            ‫إدارة البحوث والدراسات‬              ‫وتقدمها منذ أن جاءت هذه‬
       ‫والأخلاقية التي وقع فيها‬        ‫الثقافية‪ /‬قسم الترجمة بقطر‬                         ‫الأديان للبشر‪.‬‬

‫لوسيان بولاسترون‪ ،‬ولم نجد إلا‬             ‫العام‪ 2010‬فإن المترجمين‬              ‫ولكننا قبل الخوض في مثل‬
 ‫صفحات محدودة كتبها الدكتور‬          ‫(هاشم صالح ومحمد مخلوف)‬                   ‫هذه المآخذ‪ ،‬ينبغي أن نقدم‬
 ‫حمادي بن جاء الله يصحح فيها‬        ‫لم يشر أحدهما أو كلاهما إلى من‬        ‫الكتاب كما هو للقاريء‪ .‬فمؤلفه‬
                                                                             ‫لوسيان بولاسترون فرنسي‬
    ‫أغلوطة حرق المسلمين مكتبة‬          ‫هو المؤلف؟ ومتى كتب كتابه؟‬             ‫الأصل باحث متخصص في‬
  ‫الإسكندرية حين دخلوا مصر‪،‬‬             ‫وما دار النشر التي أصدرته‬            ‫تاريخ المكتبات‪ ،‬يجيد اللغتين‬
                                      ‫في فرنسا أو غيرها من البلاد؟‬           ‫العربية والصينية‪ ،‬مطلع على‬
    ‫وهو بذلك يرد على ما يردده‬           ‫ومتى أصدرته؟ والعجيب في‬             ‫ما كتبه كبار العلماء في بلادنا‬
  ‫المؤلف في هذه القضية‪ ،‬لكنه لم‬       ‫الأمر أننا لا نجد للمترجمين أو‬          ‫من المتخصصين في التاريخ‬
   ‫يكشف للقاريء عن شخصية‬             ‫أحدهما أو المراجع (عبد الودود‬        ‫القديم وتاريخ الحضارات‪ ،‬وعلى‬
 ‫المؤلف ولا عن موقعه العلمي في‬       ‫العمراني) حضو ًرا على غرار ما‬       ‫الأخص تاريخ مدينة الإسكندرية‬
  ‫فرنسا ولا عن ثقافته واتجاهه‬        ‫تجري به تقاليد الترجمة‪ ،‬فنجد‬             ‫ومكتبتها العريقة‪ ،‬ويبدو أن‬
 ‫الفكري ولا عن موقفه السياسي‬        ‫تنوي ًها بالمترجم إن كان واح ًدا أو‬     ‫كتابه هذا كان أطروحة علمية‬
                                      ‫أكثر ومقدمة قصيرة أو طويلة‬              ‫أجيزت من إحدى الجامعات‬
    ‫من العرب والمسلمين‪ ،‬مع أن‬            ‫يكتبها المترجم احتفاء بعمله‬         ‫في فرنسا‪ ،‬أعاد صياغتها على‬
  ‫الدكتور حمادي يردد أنه يؤمن‬           ‫وتنوي ًرا للقاريء الذي يتلقى‬      ‫النحو الذي يجذب القاريء العام‬
   ‫بمقولة أنه لا يدحض الفكر إلا‬        ‫فك ًرا وثقافة وعل ًما منقو ًل من‬  ‫والقاريء المتخصص‪ ،‬ونلحظ قلة‬
                                    ‫لغة أجنبية عن طريق المترجم إلى‬       ‫المراجع المكتوبة بالانجليزية إن لم‬
     ‫الفكر ولا الادعاء إلا تفنيده‪،‬‬    ‫لغة أخرى وثقافة مختلفة‪ ،‬كما‬
      ‫واكتفي بما أورده من أدلة‬        ‫لا نجد تعقيبًا أو تعلي ًقا أو حتى‬                      ‫تكن ندرتها‪.‬‬
   ‫تاريخية تنفي عن العرب تهمة‬                                               ‫ومع أن الكتاب من منشورات‬
 ‫حرق مكتبة الإسكندرية‪ ،‬وتركنا‬
      ‫مثلما فعل المترجمان وج ًها‬
   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109   110