Page 108 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 108
العـدد 23 106
نوفمبر ٢٠٢٠
القائد المسلم الذي تمكن من يبيتها قادة الفرس أو قادة موجود في الكتاب المقدس
دحر الصليبيين في بيت المقدس الروم لهذه الدولة الناشئة، (التوراة والإنجيل) على حد ما
التي يخشون من انتشارها نصت عليه النصيحة الموجهة
والشرق العربي ،بتوحيد وصعودها ،فيعملون على وأدها للحواريين ،والمكتوبة في النصف
الصف المقاتل وتوجيه الطاقات في مهدها .وكان قرار عمر بن الأول من القرن الثالث الميلادي:
التي كانت تهدر في الصراعات الخطاب هو القرار الصحيح “إذا كنت تريد أن تقرأ التاريخ
بمواجهة هؤلاء داخل حدودهم
الداخلية إلى العدو المشترك. لإخضاعهم وتبليغ الإسلام إليهم فلديك سفر الملوك في العهد
فهو الرجل الذي أتى على وجود من منطلق التوجيه القرآني “من القديم ،وإذا كنت تريد الاطلاع
هؤلاء المتمسحين بالمسيح .ويبدو شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”. على الفلسفة فلديك سفر الأنبياء،
أن هذين الرجلين العظيمين لن والثاني -صلاح الدين -هو
يكونا يو ًما ما بر ًدا وسلا ًما على وإذا كنت تريد قراءة الشعر
قلوب الغربيين سواء في أوربا أو فلديك مزامير داوود”( .ص)78
:2 -1
ولا ينتهي سرد المؤلف في أكثر
من ستة فصول عن احتراق
المكتبات في العالم القديم إلا
بإدانة الفاتحين العرب بتدمير
مكتبة الإسكندرية ،وتخريب
كل مظاهر التحضر والتقدم في
البلاد التي فتحها العرب ،وعلى
رأس هذه المظاهر المكتبات ،سواء
في بلاد فارس أو في بلاد الشام
حيث كان البيزنطيون ،أو في بلاد
الأندلس .ثم العداء السافر لعمر
بن الخطاب وكأنه المسئول الأول
والأخير عن كل ما حل بالعلم
والمكتبات في العالم القديم ،ولا
ينافس عمر بن الخطاب في هذا
الاتهام إلا صلاح الدين الأيوبي.
ولا ندري ما العلاقة السببية بين
الرجلين العظيمين عند لوسيان
إلا أنهما وجهان مشرقان من
وجوه المسلمين :الأول يعد
المؤسس الفعلي للفتوحات
ونهضة الإمبراطورية الإسلامية
بالخروج من أرض العرب إلى
العالم القديم ،لتمكين الدين
الجديد بوصفه رسالة لكل الناس
في مشارق الأرض ومغاربها،
ولمواجهة الأخطار المحتملة التي
مكتبة الأسكندرية القديمة