Page 106 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 106

‫العـدد ‪23‬‬                                   ‫‪104‬‬

                                    ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬

  ‫التي اعتمد عليها الكاتب‬                                          ‫يوليوس قيصر‬
 ‫بلا تصنيف لما هو مرجع‬
  ‫ومصدر وبلا ذكر لأرقام‬                ‫لوجه مع لوسيان‬
‫الصفحات التي اقتبس منها‬                         ‫بولاسترون‪.‬‬
‫الكاتب إلا في النادر‪ ،‬ولا ندري‬
 ‫هل هذا من صنيع الكاتب أو من‬            ‫وإذا كان المترجمان قد رأ َيا‬
                                        ‫أن لا ضرورة لكتابة مقدمة‬
    ‫تدخل أيد أخرى فيما صنع؟‬         ‫لعملهما‪ ،‬فهل يمكن أن نصدق أن‬
    ‫على أي الأحوال‪ ،‬فإن الكتاب‬        ‫المؤلف نفسه قد صنع الصنيع‬
‫جدير بأن نهتم به لأسباب أولها‬        ‫نفسه‪ ،‬فلم يكتب مقدمة لكتابه‬
 ‫أن لنا فيه نصيبًا معلو ًما‪ ،‬بل إن‬  ‫الذي يعبر به أعماق التاريخ‬
‫ما ورد عنا فيه هو الأهم والأولى‬     ‫منذ القدم إلى الآن؟ ونفتح‬
  ‫بالرعاية‪ ،‬فقد بدأ تاريخيًّا بدور‬  ‫الكتاب لنقرأه فنجد الفصل‬
 ‫المصريين القدماء في إنتاج العلم‬       ‫الأول ولكنه بلا عنوان‪،‬‬
‫والمعرفة إلى الحد الذي يثير غيرة‬      ‫ثم بقية الفصول التي بلغ‬
    ‫الآخرين التي تدعو صاحبها‬           ‫عددها ثلاثة عشر فص ًل‬
     ‫للكيد والانتقام فيسطو على‬       ‫وثلاثة ملاحق‪ ،‬الأول منها‬
    ‫مقتنيات الراحلين ليفيد منها‪،‬‬     ‫هو (ملحق بديل) ولا ندري‬
    ‫فإن لم يستطع بادر بإتلافها‬         ‫لماذا جاء بدي ًل؟ وفي نهاية‬
 ‫عم ًدا‪ ،‬ولا ينتهي حرص المصري‬         ‫الكتاب ثبت وحيد بالمراجع‬
 ‫القديم على الكتاب والخوف عليه‬
‫عند اقتنائه وصيانته؛ بل يمتد إلى‬
 ‫كتابة وصية يؤكد فيها صاحبها‬
     ‫أن تدفن كتبه معه‪ ،‬حتى إذا‬
   ‫بعث كانت دليله وسنده ساعة‬

                      ‫الحساب‪.‬‬
       ‫وثاني الأسباب أن الكتاب‬
   ‫ورد فيه –عم ًدا‪ -‬تشويه لدور‬
   101   102   103   104   105   106   107   108   109   110   111