Page 112 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 112
العـدد 23 110
نوفمبر ٢٠٢٠
جمال عمر
نقد نقد النقد..
في الخطاب العربي المعاصر
فرغم «شمولية» و”كلية” طرح عليه التعامل معها ،وبل والتعامل -1
حسن حنفي وربطه بين حقول مع هذه الأبنية الفكرية الخارجية إن جهد علي مبروك (-1958
معرفية مختلفة ،ورغم سعيه إلى على أنها «أبنية مطلقة خارج الزمان
“إبداع ذاتي” لخطاب في مواجهة ومعزولة بالتالي عن أي سياقات )2016في درسه خطاب النهضة
عمليات النقل عن الآخر التي تعيشها تاريخية» .فحينما يتعرض مبروك العربي خلال قرنين ،ينطلق من أن
الثقافة خلال قرنين ..فإن محاولاته لدراسة المشروعات الفكرية لحسن الجهود التي تعرضت لدراسة هذا
ظلت رد فعل على الهزائم فاتخذت حنفي المولود ( )1935ومحمد عابد الخطاب ودراسة إخفاقاته ،وبصورة
الإسلام كحصن للدفاع ،فحاول الجابري ( )2010 -1935وجورج أكبر في دراسات ما بعد هزيمة العام
أن يصيغ «الإسلام كأيديولوجية طرابيشي ( ،)2016 -1939يتناولها السابع والستين ،هي دراسات -رغم
ثورية للشعوب الإسلامية» .لكن من هذا المنطلق ،هل بحثت أزمة
ظل حضور التراث «مجرد ساحة الخطاب ببحث العوامل الداخلية اختلاف توجهاتها -تشترك في
للتحديث والانتقاء» ،وكون حسن لإخفاقه أم نسبتها لعوامل خارجية؟ كونها تبحث عن علل الإخفاق «لا في
حنفي يعتمد على «شعوره» في قراءة ولقد تناولت دراسة على مبروك الخطاب ذاته بل خارجه» ،فهي جهود
التراث مما جعل ذات حسن حنفي لا تسعى إلى رصد عوامل الإخفاق
تتضخم كذات قارئ ،على حساب لخطاب حسن حنفي في دراسة
المادة المقروءة .ليصبح النص التراثي سابقة ،فسأشير هنا لرؤية مبروك الفاعلة داخل خطاب النهضة ذاته.
عن خطاب حنفي ،بصورة مجملة. بل تبحث عن العوامل الخارجية من
خلال علاقة خطاب النهضة العربي
مع أنظمة الفكر التي فرض الواقع