Page 243 - Nn
P. 243

‫‪241‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫الشاب خالد نوارة راكان بو خالد‬                             ‫تقوم داخل المجتمع على‬
                                                             ‫ضمان اتساق الأفراد‬
   ‫حزينة‪ ،‬تنافس في ألقها‬         ‫وبنبضه وحتى وقت‬
‫وديمومتها قصص روميو‬        ‫شهادته‪ ،‬من أبرزهم الحاج‬       ‫وتناغمهم مع البناء الثقافي‬
                                                        ‫للمجتمع‪ ،‬وضمان استمرار‬
   ‫وجولييت وقيس وليلى‬           ‫محمد العنقى صاحب‬
 ‫وعنتر وعبلة‪ .‬وفي الواقع‬     ‫أغنية «الحمد لله مابقاش‬        ‫المحافظة على هذا البناء‬
  ‫لا يحتفي التاريخ سوى‬                                    ‫جي ًل بعد جيل‪ ،‬من خلال‬
  ‫بأيقونات العشق الأكثر‬          ‫الاستعمار فبلادنا»‪..‬‬
  ‫حز ًنا والأكثر مأساوية‪،‬‬         ‫وغيرها من الأغاني‬         ‫الدور الذي تقوم به في‬
 ‫وكأن المأساة وحدها من‬           ‫الشعبية ذات العلاقة‬      ‫التعلم والتوجيه والمقدرة‬
  ‫تخلّد نفسها بنفسها على‬   ‫الوطيدة بالواقع السياسي‪،‬‬      ‫على تقديم صورة حقيقية‬
‫مر الدهور‪ ،‬أو وكأن الحب‬        ‫منها ما ذكرناها ساب ًقا‬
 ‫لا يحفل بسادته المتيمين‬    ‫ومنها من لم يحالفنا الحظ‬            ‫لهذا البناء الثقافي‪.‬‬
  ‫بقدر ما يحفل بضحاياه‬                                     ‫وهكذا فالأغنية الشعبية‬
                                             ‫في ذلك‪.‬‬        ‫مرآة للثقافة‪ ،‬تحمل في‬
               ‫المثكولين‪.‬‬                               ‫طيات نصوصها الاتجاهات‬
 ‫نحن أمام قصة مات فيها‬     ‫«من جيل الجرامافون‬           ‫الراسخة والمعبرة عن رؤى‬
                            ‫إلى جيل اليوتيوب»‬              ‫المجتمع التي تصدر عنه‬
   ‫العشاق جمي ًعا‪ ،‬وبقيت‬   ‫أغنية «عزوني يا ملاح‬         ‫عاداته وتقاليده‪ ،‬والنموذج‬
 ‫حكايتهما أسطورة عابرة‬     ‫في رايس البنات» لمحمد‬
                            ‫بن قيطون أنموذ ًجا‬               ‫المثالي الذي يتطلع إليه‬
     ‫في مرارتها للأزمان‪.‬‬                                       ‫هذا المجتمع في كافة‬
    ‫في مدينة سيدي خالد‬         ‫تمتلك الذاكرة الشعبية‬
     ‫مقبرة قبيلة الدواودة‬        ‫الجزائرية قصة حب‬           ‫مناحي الحياة‪ ..‬وهكذا‬
   ‫الهلالية التي تضم بين‬                                    ‫تصدق المقولة الشهيرة‬
                                                           ‫أنك «إذا أردت أن تعرف‬
      ‫أجداثها رفات بطليّ‬                                   ‫شعبًا فاستمع إلى أغانيه‬

                                                                     ‫وموسيقاه»‪.‬‬
                                                            ‫ومن زاوية أخرى نجد‬
                                                        ‫الارتباط الوثيق بين الأغنية‬
                                                          ‫الشعبية الجزائرية وبين‬
                                                             ‫الواقع السياسي الذي‬
                                                          ‫بفضله تم إنتاج ك ّم كبير‬
                                                            ‫من الأغاني الشعبية في‬
                                                         ‫فترة الاستعمار الفرنسي‬
                                                            ‫وحتى بعد الاستقلال‪.‬‬

                                                                ‫خمسون عا ًما قبل‬
                                                            ‫وبعد الاستعمار سطر‬
                                                            ‫فيها إنجازاته على وعد‬
                                                        ‫خمسين قادمة‪ ،‬إنه الشعب‬
                                                              ‫اللامستحيل‪ ،‬الشعب‬
                                                        ‫الجزائري مصدر قوتنا من‬
                                                        ‫سنين وفخرنا في كل حين‪،‬‬
                                                          ‫الشعب الذي غنى بروحه‬
   238   239   240   241   242   243   244   245   246   247   248