Page 244 - Nn
P. 244

‫العـدد ‪35‬‬         ‫‪242‬‬

                                                          ‫نوفمبر ‪٢٠٢1‬‬      ‫ملحمة‪ ،‬عاشقين تح ّديا‬
                                                                        ‫شرف القبيلة‪ ،‬ولم يهملها‬
 ‫يا ملاح في رايس البنات»‬           ‫السقام مسوه يديا‪..‬‬
   ‫شتى وسائط التواصل‪،‬‬            ‫قلبي سافر مع الراحل‬                       ‫التاريخ للحظة واحدة‪،‬‬
                                                                           ‫فهي انتقلت من واحات‬
‫بد ًءا من الجرامافون الذي‬                      ‫حيزية‪..‬‬                    ‫الصحراء وهضاب بازر‬
 ‫يعتمد على بيئة استثنائية‪،‬‬       ‫حققت قصيدة «عزوني‬                      ‫سكرة وتلال سيدي خالد‬
                               ‫يا ملاح في رايس البنات»‬                 ‫إلى الشعر الشعبي الملحون‪،‬‬
     ‫تقوم على افتراض أن‬          ‫تخلي ًدا للشاعر الذي لم‬                 ‫ثم إلى الغناء الصحراوي‪،‬‬
    ‫الأغنية ستتحرك وف ًقا‬        ‫يكتب غيرها‪ ،‬وانتصا ًرا‬                   ‫على شاشات التليفزيون‬
‫بنسق محكم من الشروط‪،‬‬           ‫لا حد له على الموت‪ ،‬وهي‬                     ‫الجزائري وبين سطور‬
 ‫وبالتالي أي شرخ صغير‬            ‫تروي في أسلوب عذب‬
 ‫في الأسطوانة يترتب عليه‬          ‫رقراق تلك الأسطورة‬                              ‫كتّاب الروايات‪.‬‬
  ‫خروج عن وظيفة نوتات‬            ‫الحقيقية‪ ،‬ثم بلغت منذ‬                   ‫عزوني يا ملاح في رايس‬
  ‫الأغنية‪ ،‬ولكن ما يتوجب‬          ‫الثلث الأول من القرن‬                 ‫لبنات‪ ..‬سكنت تحت اللحود‬
                                ‫العشرين درجة الأغاني‬
      ‫علينا تذكره هو ذلك‬                                                             ‫ناري مقديا‬
‫الصوت الراقي والموسيقى‬              ‫الكلاسيكية الخالدة‪،‬‬                    ‫قلبي سافر مع الراحل‬
‫التي تحمل عبق زمن الفن‬         ‫المصنفة في خزانة التراث‬
‫الجميل‪ ،‬ففي حين سماعنا‬                                                                   ‫حيزية‪..‬‬
 ‫له نعود بالذاكرة لسنوات‬         ‫الصحراوي الجزائري‪،‬‬                     ‫يا حسراه على قبيل كنا في‬
                                     ‫فرددها على نوتات‬
  ‫طويلة وأيام الفن الراقي‬                                                 ‫تاويل‪ ..‬كي نوار العطيل‬
               ‫والسلطنة‪.‬‬       ‫«الياي ياي» ‪-‬وهو الطبع‬                               ‫شاو نقضينا‬
                                 ‫الموسيقي المعروف به‪-‬‬
  ‫وتماشيًا مع ما تم ذكره‬                                                    ‫ما شفنا من دلال كي‬
‫فقد احتلت الأغنية الشعبية‬     ‫كبار الفنانين الجزائريين‪،‬‬                 ‫ضي الخيال‪ ..‬راحت جدي‬
                             ‫ثم أعادها المطرب الجزائري‬
      ‫الجزائرية لمحمد بن‬                                                       ‫الغزال بالزهد عليا‬
   ‫قيطون المكانة المرموقة‬      ‫الكبير رابح درياسة‪ ،‬ولم‬                    ‫وإذا تمشي أقبال تسلب‬
  ‫على مستوى كل وسائل‬           ‫يتوقف فنانون صاعدون‬                       ‫العقال‪ ..‬أختي باي المحال‬
                              ‫من الصدح بها في مختلف‬
      ‫التواصل‪ ،‬إلى جانب‬         ‫المسارح والميكروفونات‪.‬‬                         ‫جاب العسكر معاه‬
     ‫الجرامافون ومختلف‬                                                    ‫والسرسول وراه طلبت‬
  ‫الآلات الموسيقية‪ ،‬مرو ًرا‬         ‫لقد تصدرت الأغنية‬                      ‫ملقاه الكل ظافر بهدية‬
  ‫بالارتجال فوق المسارح‬      ‫الشعبية الجزائرية «عزوني‬
      ‫لتأدية كامل الأغنية‪،‬‬                                                                    ‫‪..‬‬
    ‫قصيد ًة كانت أم أغنية‬                                              ‫خدك ورد الصباح وقرنفل‬

       ‫مل ّحنة‪ ،‬وصو ًل إلى‬                                                ‫وضاح‪ ..‬الدم عليه ساح‬
   ‫اليوتيوب؛ ذلك التطبيق‬                                                          ‫وقت الصحويا‬
‫المتطور الذي يجسدها بكل‬
  ‫تقنياته المتاحة والمناسبة‬                                                ‫الفم مثل عاج المضحك‬
‫للأغنية‪ ،‬فهو يحمل أجيا ًل‬                                                ‫لعاج‪ ..‬سي النعاج عسلة‬
    ‫متعاقبة قادرة على أن‬
 ‫تغير وتصحح كل أخطاء‬                                                                      ‫شهايا‬
 ‫الماضي وتطور من لحنها‬                                                     ‫شوف الرقبة خيار من‬
                                                                         ‫طلعت جمار‪ ..‬جعبة بلار‬
      ‫نحو مستقبل نوتات‬
       ‫ومقطوعات جديدة‬                                                            ‫والعواقيد ذهبية‬
                                                                          ‫صدرك مثل الرخام فيه‬

                                                                            ‫اثنين توأم‪ ..‬من تفاح‬
   239   240   241   242   243   244   245   246   247   248   249