Page 251 - Nn
P. 251

‫‪249‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫حوار‬

  ‫إلى الحالات المماثلة في‬             ‫أعتقد أن الخطأ الأساسي هو‬     ‫وانعكس هذا على وجود الناس في‬
‫العالم؟ وبهذه المناسبة‪:‬‬             ‫ترك الثوار محاولات تقسيمهم‬        ‫الميادين وخارجها‪ ،‬إلى أن تفرق‬
‫إلى أي المصطلحين تميل‪:‬‬                                                  ‫الكل‪ ،‬وبدأت القاعدة الشعبية‬
 ‫«الحراك» أم «الثورة»؟‬                 ‫وتشتيتهم تنجح‪ ،‬لاسيما في‬
                                         ‫فصل الطليعة الثورية عن‬     ‫تتململ تدريحيًّا إلى أن بدأ النظام‬
  ‫يناير كانت ثورة عظيمة تآمرت‬                                           ‫الذي قامت عليه الثورة يلملم‬
  ‫عليها سبعة أطراف أو جهات أو‬          ‫القاعدة الشعبية‪ ،‬وهو هدف‬
‫لنقل ثعالب‪ ،‬أولها جماعة الإخوان‬     ‫عملت القوى المضادة للثورة له‬    ‫أشتاته ويوجه ضربات نافذة إلى‬
‫التي رأت فيها فرصة سانحة كي‬          ‫جي ًدا ونجحت للأسف في ذلك‪.‬‬      ‫الثورة‪ ،‬كفكرة ونضال سياسي‬
‫تقفز إلى السلطة‪ ،‬متخلية عن ‪-‬بل‬       ‫وساعد على هذا أن الشباب لم‬     ‫وقيادات ميدانية ورغبة عارمة في‬
  ‫متنكرة‪ -‬للاتجاه المدني الوطني‬       ‫يكونوا منظمين بالقدر الكافي‪،‬‬
‫للطليعة الثورية وللقاعدة الشعبية‬   ‫وكثيرون منهم تنكروا لكفاح من‬                 ‫التغيير إلى الأفضل‪.‬‬
                                  ‫سبقوهم على الدرب ممن هم أكثر‬
              ‫التي انضمت إليها‪.‬‬    ‫خبرة وممارسة‪ ،‬واعتقد الشباب‬        ‫ما هو الخطأ الذي وقع‬
    ‫وثانيها المجلس الأعلى للقوات‬    ‫وه ًما أنهم يمتلكون هذه اللحظة‬    ‫فيه شباب يناير وجعل‬
   ‫المسلحة الذي تسلم الحكم من‬     ‫التاريخية‪ ،‬وأغرتهم الدعايات التي‬  ‫الأمور تتجه إلى وجهة لا‬
     ‫مبارك‪ ،‬فاعتبر الثورة مجرد‬      ‫كانت مجرد فخ نصب للجميع‪.‬‬         ‫يريدونها؟ هل ثمة خطأ‬
‫انتفاضة تخلص بها من سيناريو‬        ‫وحين تنبهوا إلى هذا الخطأ كان‬
  ‫توريث الحكم‪ ،‬ليعيد السلطة إلى‬    ‫الأمر قد فلت من أيديهم‪ ،‬وأيدي‬         ‫أسا ًسا؟ بمعنى آخر‪:‬‬
  ‫الجيش استمرا ًرا لشرعية ثورة‬                                          ‫هل كان في الإمكان أن‬
                                                         ‫الجميع‪.‬‬    ‫تسير الأمور حسب رغبة‬
                     ‫‪ 23‬يوليو‪.‬‬                                       ‫الشباب في ظل السيطرة‬
‫وقد تحالف هذان الطرفان مؤقتًا‪،‬‬        ‫هل تعتقد أن «حراك»‬                 ‫والضغوط الداخلية‬
 ‫وكل منهما كان يتربص بالآخر‪،‬‬            ‫أو «ثورة» يناير قد‬
 ‫وكان لتحالفهما ثم صراعهما أثر‬                                            ‫والخارجية‪ :‬أمريكا‬
‫كبير في تعويق المسار الثوري‪ ،‬بل‬       ‫فشلت بالفعل؟ ما هو‬             ‫وغيرها؟ يعني هل يجب‬
 ‫إن استمرار الإخوان في مزاعمهم‬         ‫شكل النجاح والفشل‬              ‫أن نلوم أنفسنا أم نقول‬
 ‫بأنهم أصحاب ثورة يناير يعطي‬          ‫في هذه الحالات قيا ًسا‬
                                       ‫إلى تاريخنا‪ ،‬وقيا ًسا‬            ‫إنه لم يكن في الإمكان‬
  ‫السلطة الحالية فرصة‬                                                        ‫أحسن مما كان؟‬
     ‫سانحة للتعمية على‬

 ‫الثورة وإزاحة رموزها‬
   ‫من المشهد‪ ،‬اتكا ًء على‬
  ‫كراهية الشارع بصفة‬
   ‫عامة لتدبير الإخوان‬
            ‫وتفكيرهم‪.‬‬

‫والثالث هو أركان النظام‬
      ‫الذي قامت الثورة‬

  ‫ضده‪ ،‬فهؤلاء ر َّسخوا‬
‫لطول بقائهم في السلطة‬

      ‫ركائز قوية‪ ،‬مالية‬
   246   247   248   249   250   251   252   253   254   255   256