Page 118 - m
P. 118

‫العـدد ‪55‬‬                 ‫‪116‬‬

‫يوليو ‪٢٠٢3‬‬

‫سالم بن سليم‬

‫(اليمن)‬

‫وجهة نظر وصورة طبق الأصل‬

              ‫وجهة نظر‬

‫حين أخبرها القاضي أن عذرها ليس كافيًا لكي تقوم‬
    ‫بما قامت به‪ ،‬كان غضبها قد تضاعف‪ ،‬حتى أنها‬

  ‫قد عممت حك ًما في عقيدتها أن كل الرجال يشبهون‬
                      ‫حبيبها‪ .‬أوغاد وبلا مشاعر‪.‬‬
                              ‫هل قالت «حبيبها»؟‬

   ‫إنها لا تصدق أنها ما زالت تسميه كذلك‪ .‬لقد كان‬
 ‫وغ ًدا‪ ..‬وهذه أحد الصفات التي أخبرت القاضي بها‬
  ‫أي ًضا في محاولة منها لإثبات إدانته واستحقاقه لما‬

                                       ‫فعلته به‪.‬‬
‫أما بالنسبة له فهو لا يعرف حتى لماذا فعلت كل هذا‬
 ‫به؟ كان يمسك بضمادة على الجرح الذي ينزف على‬

                ‫وجهه ويخبر الطبيب أنها مجنونة‪.‬‬
                  ‫لماذا فعلت ذلك؟ سألها القاضي‪.‬‬

 ‫وفي كل مرة يكرر السؤال كانت هي تكرر عباراتها‪:‬‬
     ‫كان نذ ًل‪ ..‬يستحق‪ .‬إنه ليس رج ًل حتى‪ ،‬النذل‬
                                         ‫اللعين‪.‬‬

  ‫ولكن بعد أن أصر القاضي على طلب إجابة محددة‬
  ‫قالت «لقد قبلني»‪ ..‬وع َّم سكوت لفترة قصيرة‪ ،‬ثم‬

          ‫د َّون القاضي هذه الإفادة في ورقة أمامه‪.‬‬
      ‫أما هو فهو لم يزل يجهل السبب‪ ،‬لكنه اعترف‬
  ‫للطبيب في دردشة عادية أثناء تقطيب جرحه أن ما‬
‫حدث كان مفاجئًا‪ ،‬حتى أنه كان يغوص معها في قبلة‬
  ‫لذيذة قبل أن تضربه بمنفضة السجائر على رأسه‪.‬‬
  ‫قال له الطبيب‪ :‬أها‪ ..‬هذا عذر منطقي‪ ،‬لا يمكنك أن‬
    ‫تقبِّل امرأة هكذا ببساطة وأنت لا تعرف حتى إن‬

                            ‫كانت تريد ذلك أم لا‪.‬‬
   ‫فقال للطبيب من دون تردد‪ :‬لا لا‪ ..‬هي تريد ذلك‪،‬‬
    ‫لقد فعلناها أكثر من مرة‪ ،‬لا أظنها كانت السبب‪.‬‬
   113   114   115   116   117   118   119   120   121   122   123