Page 164 - m
P. 164

‫العـدد ‪55‬‬                       ‫‪162‬‬

                                     ‫يوليو ‪٢٠٢3‬‬

  ‫الجيد مث ًل لا تحدده التنقيبات‬     ‫الإسلام والعقل‬
  ‫الأثرية وتوافقها مع النظريات‬
‫العلمية! بل إ َّن معيار الدين الجيد‬  ‫أو المسيح أو الإسلام أو كوكب‬    ‫ثام ًنا‪ :‬العقل هو صيرورة عملية‬
 ‫هو الذي يلتزم بأولويات الحياة‬                ‫زحل أو وباء كوفيد‪.‬‬     ‫ذات سياق زمني منطقي ذهني‪/‬‬
                                                                     ‫تجريبي مادي متسلسل بغرض‬
               ‫والعدل والحرية‪.‬‬       ‫هل يمكن عقل الإسلام علم ًّيا؟‬
    ‫تاس ًعا‪ :‬عالم فيزياء مسلم لا‬          ‫الظاهرة الاجتماعية عقلُها‬    ‫حل مشكلة مخصوصة‪ .‬العقل‬
   ‫يأكل لحم الخنزير هذا شأنه‪،‬‬                                         ‫يحتاج إلى موضوع‪ ،‬وقد يكون‬
                                      ‫يتضمن العلم بالخاصة‪ ،‬ولكن‬        ‫هذا الموضوع صخرة أو غزا ًل‬
      ‫وزميله الهندوسي لا يأكل‬         ‫لا يقتصر عليه‪ ،‬فمعيار الدين‬
   ‫لحم البقرة هذا شأنه‪ ،‬وزميله‬

        ‫المسيحي لا يأكل اللحوم‬
      ‫في أيام الصوم الأربعيني‪،‬‬
      ‫وزميلهم الصيني يستمتع‬
   ‫بحساء الصراصير مث ًل! هذا‬
 ‫شأنهم وعلينا احترام خياراتهم‬
   ‫الإيمانية‪ ،‬وما ينبني عليها من‬
     ‫سلوكيات‪ .‬إن عقل الظاهرة‬

                ‫السابقة ُيلزمنا‪:‬‬
     ‫‪ -1‬بتجنب الأطعمة الضارة‬

           ‫للصحة بمعيار العلم‪.‬‬
   ‫‪ -2‬عدم التدخل في تفضيلات‬
  ‫الطعام الخاصة للناس‪ ،‬وسواء‬
  ‫كانت هذه التفضيلات لأسباب‬
   ‫ثقافية أو دينية أو شخصية‪..‬‬

                           ‫إلخ‪.‬‬
  ‫عاش ًرا‪ :‬العلمانية (فصل الدين‬

    ‫عن السلطة السياسية وعدم‬
  ‫تمييز الدولة بين مواطنيها على‬
‫أسس الدين) هي أحد أهم الأمثلة‬
 ‫في التاريخ البشري حول حيو َّية‬
   ‫عقل الدين في فضاء الاجتماع‬

                     ‫السياسي‪.‬‬
   ‫أحد عشر‪ :‬إ َّن تمجيد أو تأليه‬
‫العقل يختلف عن المفهوم النسبي‬
   ‫الأداتي المُحايث للعقل‪ ،‬ومثلما‬
    ‫يكون عق ٌل ما شر ًسا ِمقدا ًما‬
 ‫يكسر الحواجز‪ ،‬هناك عقل آخر‬
  ‫شرس مدمر إيديولوجي يفاقم‬
   ‫المشاكل‪ ،‬مزدوج المعايير‪ ..‬إلخ‬
   159   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169