Page 161 - m
P. 161

‫‪159‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

                                   ‫حمزة رستناوي‬

                                       ‫(سوريا‪ /‬كندا)‬

            ‫من عقل الغزال‬
         ‫إلى عقل الإسلام‪..‬‬
‫عن عداوات العقل والدين!‬

     ‫والمطلوب الفصل الاجرائي‬        ‫ينبغي َعق ُل الدين و َعق ُل الحب‪،‬‬    ‫كتب أحد الأصدقاء «الدي ُن‬
    ‫بين الدين والعلم‪ ،‬بين الدين‬    ‫وعق ُل الدين أو عقل الح ِّب يكون‬
  ‫والسياسة‪ ،‬بين الدين و‪ ..‬إلخ‪.‬‬                                             ‫يناقض العقل‪ ،‬أرى الدين له‬
‫ثال ًثا‪ :‬ليس كل نشاط عقلي يحقق‬        ‫في ضبطه معرفيًّا واجتماعيًّا‪،‬‬
  ‫شرط العلم (القابلية للتجريب‬          ‫وتحديد سياقاتهما في الواقع‬       ‫ميدان‪ ،‬والعقل له ميدان‪ ،‬العقل‬
  ‫الموضوعي‪ -‬القابلية للتكذيب)‪،‬‬       ‫المُعاش باتجاه تجاوز القصور‬
  ‫فهناك الكثير من المعارف وهي‬          ‫المُمكن وباتجاه تعزيز حيو َّية‬       ‫منتج‪ ،‬فاعل‪ ،‬مقاتل شرس‪،‬‬
   ‫ليست عل ًما بالخا َّصة‪ ،‬كما هو‬                                           ‫مقدام‪ ،‬معو ٌل له ُمس ٌّن حاد‬
 ‫حال المعارف الفلسفية والأدبية‬           ‫الكينونة الاجتماعية ككل‪..‬‬        ‫يكسر الحدود والحواجز‪ ،‬أما‬
                                                                       ‫الدين فمفعو ٌل به‪ ،‬خاضع للعقل‪،‬‬
                      ‫والدينية‪.‬‬    ‫وضمنًا ُبعدها العقائدي‪ -‬الديني‪،‬‬
    ‫رابعا‪ :‬لا يوجد عقل بالمطلق‪،‬‬         ‫وبعدها النفسي‪ -‬العاطفي‪.‬‬                      ‫متردد‪ ،‬ضعيف»‪.‬‬
  ‫بل يوجد عقل متع َّين ُمحايث‬
                                       ‫‏ثان ًيا‪ :‬من المناسب القول إن‬   ‫تعقيبًا على هذه المقولة سأعرض‬
                                          ‫الدين له مجال وإن العلم‬                       ‫للنقاط التالية‪:‬‬

                                   ‫(وليس العقل) له مجال ُمختلف‪،‬‬         ‫أو ًل‪ :‬لي َس الدين بنقي ٍض للعقل‪،‬‬
                                                                        ‫ولي َس الح ُّب بنقيض للعقل‪ ،‬بل‬
   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166