Page 144 - m
P. 144

‫العـدد ‪56‬‬                            ‫‪142‬‬

                              ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬                         ‫كنوتات موسيقية مستقلة‬
                                                                 ‫ُتدرك في العقل م ًعا‪ ،‬وإنما‬
‫مجال السيميائيات البصرية‪،‬‬     ‫الهندسية البسيطة‪ .‬فمن بين‬          ‫ُتدرك بوصفها تألي ًفا كليًّا‬
       ‫وهي الرسوم البيانية‬       ‫أشياء أخرى يمكن لثلاثة‬
                                ‫خطوط مستقيمة أن تتآلف‬                ‫منسج ًما (هارمونيًّا)‪.‬‬
     ‫‪ diagrams‬والمخططات‬         ‫فيما بينها لتكون مثلثًا‪ ،‬أو‬          ‫والنصوص البصرية‬
   ‫‪ ،charts‬ومنذ ظهر هذان‬                                         ‫‪-‬مثل اللوحات‪ -‬لا ُتدرس‬
  ‫النوعان‪ ،‬بدا بوضوح كيف‬      ‫الحرف ‪ ،H‬أو طاولة بسيطة‬             ‫( ُتعامل) أي ًضا من خلال‬
   ‫يمكن أن تشتغل «الثنائية‬     ‫للنزهة‪ .‬هذه ثلاثة نصوص‬         ‫عناصرها المرئية المفردة؛ مثل‬
                                                               ‫الألوان‪ ،‬والأشكال‪ ،‬ولوحات‬
      ‫النمطية ‪»Bimodality‬‬         ‫(أشكال) مختلف ُشيدت‬               ‫البورترية‪ ..‬إلخ‪ ،‬وإنما‬
         ‫[روبرت (‪،)2009‬‬          ‫بالعناصر الثلاثة نفسها‪،‬‬      ‫ُتدرس من منظور كلي‪ .‬وعلى‬
                                 ‫والطريقة التي تآلفت بها‬       ‫الرغم من ذلك فإن العناصر‬
  ‫ستجرنفيلت (‪ .])2007‬إن‬           ‫هذه العناصر فيما بينها‬            ‫البنيوية المفردة؛ (مثل‪:‬‬
     ‫الأولى (الرسوم البيانية‬                                    ‫النوتات الموسيقية المفردة‪،‬‬
                                    ‫‪-‬المعروفة باسم «بناء‬        ‫والإشارات البصرية) تدلنا‬
  ‫‪ )diagrams‬هي رسومات‬             ‫النص»‪ -‬هي التي تؤدي‬           ‫(تقودنا) إلى التفسير الكلي‬
‫تخطيطية باستخدام العناصر‬       ‫إلى أشكالها المحددة (المثلث‪،‬‬         ‫للنص‪ .‬مع الإشارة إلى‬
 ‫البصرية الأساسية (النقاط‪،‬‬     ‫وحرف ‪ ،H‬والطاولة)‪ ،‬ومن‬           ‫نقطة «الثنائية النمطية ‪Bi-‬‬
                                ‫ثم إلى معانيها‪ .‬ومن ضمن‬        ‫‪ )11(»modality‬الجوهرية في‬
      ‫والخطوط‪ ،‬والأشكال‪..‬‬     ‫الأمثلة على «الثنائية النمطية»‬     ‫معالجة النصوص‪ ،‬والذي‬
    ‫إلخ)؛ لإظهار كيف يعمل‬                                       ‫من خلالها تشكل العناص ُر‬
                                     ‫رسم دائرة وبداخلها‬          ‫الفردية المحددة (النوعية)‬
       ‫شي ٌء ما‪ ،‬أو لتوضيح‬     ‫نقطتان كعينين ونقطة كفم‬           ‫الن َّص في كليته‪ .‬إن إظهار‬
  ‫العلاقة بين الكل والأجزاء‪.‬‬    ‫لتمثيل الوجه‪ ،‬ويتم إنشاء‬        ‫الكيفية التي تعمل «الثنائية‬
                                                                   ‫النمطية» من خلالها في‬
       ‫أما الثاني (المخططات‬       ‫الوجه المبتسم أو الوجه‬        ‫تكوين النصوص البصرية‬
      ‫‪ )charts‬فهو نوع من‬          ‫الذي يغمز بإحدى عينيه‬               ‫هد ٌف رئي ٌس لكل من‬
      ‫الرسم مصمم لاحتواء‬         ‫والتعبير عن هذه الرسوم‬
  ‫وعرض المعلومات‪ ،‬ويشير‬                                                      ‫السيميائيات‬
  ‫الاستخدام الشائع للرسوم‬           ‫التعبيرية ‪ emoji‬بهذه‬                        ‫البصرية‬
‫البيانية والمخططات في جميع‬      ‫الطريقة‪ .‬وهناك نوعان من‬                          ‫والبلاغة‬
   ‫أنحاء العالم ‪-‬وخصو ًصا‬     ‫النصوص البصرية أصبحت‬                              ‫البصرية‪.‬‬
                                ‫أهدا ًفا ذات أهمية كبيرة في‬
        ‫في علمي الرياضيات‬                                                    ‫يمكنك النظر‬
     ‫والعلوم البحتة‪ -‬إلى أن‬                                                   ‫‪-‬على سبيل‬

                                                                               ‫المثال‪ -‬في‬
                                                                                ‫عدد قليل‬
                                                                             ‫من الحروف‬
                                                                               ‫التي يمكن‬
                                                                            ‫أن ُتش َّكل من‬
                                                                           ‫بعض الأشكال‬
   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149