Page 140 - m
P. 140

‫العـدد ‪56‬‬                       ‫‪138‬‬

                                ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬                  ‫إثارة الأحاسيس الممتعة‪ ،‬في‬
                                                             ‫حين أن الخطوط (الح ِّدية)‬
       ‫الصور خارجية‪ ،‬مثل‬           ‫الظلام في الإعلان‬         ‫منها لا تفعل الشيء نفسه‪.‬‬
‫العلامات البصرية المستخدمة‬            ‫التجاري غال ًبا ما‬   ‫أصبحت السيميائية البصرية‬
                                                             ‫اليوم أداة تحليل رئيسة في‬
   ‫في إعلان مكرونة بانزاني‬      ‫يكون رم ًزا عن الليل‪،‬‬        ‫دراسة الممارسات التمثيلية‬
   ‫سالف الذكر‪ ،‬أو يمكن أن‬           ‫هذا عندما يكون‬           ‫على الإنترنت‪ ،‬والتي تتميز‬
  ‫تكون صو ًرا عقلية (صو ًرا‬           ‫الجنس والإغراء‬         ‫بأنها متعددة الوسائط على‬
    ‫مفاهيمية)‪ .‬وبشكل عام‪،‬‬
    ‫يصف علماء النفس هذه‬          ‫متوق ًعا‪ .‬وكجز ٍء من‬           ‫نحو كبير (تنطوي هذه‬
   ‫الأخيرة بأنه تمثيل داخلي‬       ‫قيمته الدلالية‪ ،‬فإن‬           ‫الممارسات على التقنيات‬
‫(ذهني) للأشياء الحقيقية أو‬
  ‫الخيالية‪ ،‬مما يسمح للناس‬          ‫الظلام أي ًضا يشير‬              ‫البصرية والصوتية‬
 ‫بالتذكر‪ ،‬والتخطيط‪ ،‬وابتكار‬      ‫إلى الشر والغموض‬          ‫والتعبيرات اللفظية النمطية)‪.‬‬
    ‫الأفكار الجديدة‪ ،‬والتنبؤ‬
  ‫بالأحداث‪ ..‬إلخ‪( .‬كوسلين‪،‬‬            ‫والخطر والخوف‬           ‫وقد استحوذت الإشارات‬
 ‫‪ ،)1994 ،1983‬وتسمى على‬         ‫والإثارة؛ فهو التضاد‬       ‫الرقمية مثل الرموز التعبيرية‬
  ‫نحو أدق المشاعر البصرية‪.‬‬                                 ‫(أي الرمز الذي ينقل مشاعر‬
  ‫وعلى الرغم من أن الأشكال‬           ‫النموذجي للضوء‬
 ‫البصرية سواء كانت داخلية‬       ‫الذي يرمز إلى النهار‪،‬‬            ‫ما بصر ًّيا) على اهتمام‬
‫أو خارجية مترابطة سيميائيًّا‬                                ‫المحللين السيميائيين بسبب‬
‫ونفسيًّا‪ .‬فقد وثق علم النفس‬         ‫ومن ثم إلى الخير‬       ‫الطرق الموحية التي تنقل من‬
    ‫وبشكل مطرد أن أشكال‬           ‫والوضوح والسلامة‬
                                                               ‫خلالها أنوا ًعا محددة من‬
     ‫الإدراك البصري ليست‬            ‫والثقة‪ /‬الشجاعة‪.‬‬         ‫المعلومات العاطفية بوسيلة‬
‫متماثلة‪ ،‬فهي تختلف اختلا ًفا‬              ‫وتظهر هذه‬          ‫بصرية (دانيسي‪.)2016 ،‬‬
‫كبي ًرا بين الأفراد‪ .‬فعلى سبيل‬                             ‫وبكلمة‪ ،‬فقد أصبحت دراسة‬
                                   ‫المعارضة البصرية‬           ‫تعدد الوسائط في سياقات‬
   ‫المثال يتميز بعض الأفراد‬          ‫غال ًبا في إعلانات‬      ‫الإنترنت وفي جميع أشكال‬
   ‫عن غيرهم في قدرتهم على‬             ‫الحياة النمطية‪.‬‬         ‫الاتصالات الرقمية مجا ًل‬
  ‫تغيير (مفاهيم) الأشياء في‬                                   ‫رئي ًسا من مجالات البحث‬
   ‫أدمغتهم؛ لأنهم أكثر قدرة‬                 ‫مارسيل دانيسي‬
                                                                         ‫السيميائي(‪.)6‬‬
     ‫على التخيل‪ ،‬فالحرف ‪N‬‬
     ‫مث ًل يتحول إلى الحرف‬                                   ‫الصور البصرية‬
   ‫‪ Z‬عندما تقوم بتدويره في‬
  ‫عقلك‪ ،‬بينما يواجه آخرون‬                                         ‫يطرح تعريف الصور‬
 ‫صعوب ًة أكبر في تصور هذه‬                                    ‫البصرية مشكلة منطقية لا‬
‫التدويرات الخيالية‪ .‬وعمو ًما‪،‬‬                               ‫يمكن للمرء أن يحددها ح ًقا‬
   ‫يمكن للناس أن يتصوروا‬                                      ‫دون اللجوء إلى بع ٍض من‬
 ‫الوجوه والأصوات (ذهنيًّا)‪،‬‬                                   ‫السببية المنطقية الدائرية‪.‬‬
  ‫وأن يحددوا أماكن متخيلة‪،‬‬
   ‫وألواح لعبة «سكان‪Scan‬‬                                           ‫وباعتبارها بدهية في‬
    ‫» (لعبة الماسح الضوئي)‬                                   ‫الرياضيات‪ ،‬فمن المفترض‬
 ‫(‪)7‬؛ (مثل لعبة لوح المربعات‬                                   ‫أن مفهوم الصورة أي ًضا‬
                                                              ‫أمر بدهي‪ .‬يمكن أن تكون‬
   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145