Page 142 - m
P. 142

‫العـدد ‪56‬‬                           ‫‪140‬‬

                               ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬                       ‫وعلى الرغم من عدم وجود‬
                                                                 ‫مثل هذا الشيء في الحياة‬
   ‫كما ذكرنا ساب ًقا‪ ،‬إنها في‬     ‫إلى الأمام‪ .‬تخبرنا التجربة‬      ‫الواقعية‪ ،‬فإننا لا نجد أي‬
     ‫الأصل علامات بصرية‬               ‫بأننا يمكن أن نتجاوز‬    ‫مشكلة في تخيل هذا «الجدول‬
                                                                ‫المجنح» ببساطة عن طريق‬
   ‫‪ visual signs‬تتكون من‬           ‫«العائق» بالالتفاف حوله‬    ‫اللفظية‪ .‬وهناك نوع آخر من‬
‫مجموعة من الدوال البصرية‬           ‫‪ ،go a round‬أو بتخطيه‬        ‫التفكير البصري يحدد من‬
                                ‫من أعلى ‪ ،over it‬أو بالعبور‬      ‫خلال شكل صور السرد‪،‬‬
  ‫‪visual signifiers‬؛ ومثال‬        ‫من خلاله ‪ ،through it‬أو‬
      ‫هذه الأخيرة «الألوان»‬         ‫بأي وسيلة أخرى تزيله‬            ‫هذه الصور التي تبدو‬
                                ‫وتسمح بالمضي قد ًما‪ .‬ومن‬          ‫وكأنها قصة‪ .‬على سبيل‬
 ‫التي كانت موضوع دراسة‬           ‫ناحية أخرى فإن «العائق»‬        ‫المثال‪ ،‬فإننا نتذكر اللقاءات‬
   ‫واسعة وممتدة في العديد‬       ‫قد يعرقل الحركة إلى الإمام؛‬   ‫(المواجهات) مع الناس بطرق‬
                                  ‫بما يعني أنه يتوجب علينا‬          ‫سردية؛ وبصور شرح‬
 ‫من المجالات [بيرلين وكاي‬        ‫التوقف والعودة‪ ،‬وكل هذه‬          ‫(تفسير) متعددة لأحداث‬
‫(‪ ،)1969‬دافيدوف (‪،)1991‬‬        ‫الإجراءات يمكن أن ُت َتصور‪/‬‬        ‫المواجهة المختلفة‪ ،‬في نمط‬
                               ‫ُتدرك بسهولة في العقل‪ ،‬وهي‬          ‫أشبه ما يكون بالقصة‪.‬‬
     ‫هاردن ومافي (‪،)1996‬‬        ‫عبارة عن مخططات صورية‬
   ‫هاتشر (‪ ،)1974‬هيلبرت‬             ‫تشكل أساس التعبيرات‬                 ‫لقد استحدث فرع‬
‫(‪ ،)1987‬ماكلوري (‪،)1997‬‬           ‫الشائعة؛ مثل‪« :‬لقد مررنا‬     ‫الدراسات اللسانية المعروف‬
                                ‫عبر هذه الفترة الصعبة»‪،‬‬
       ‫توفتي (‪ .])1997‬على‬      ‫«لقد تحسنت بعد أن أصيبت‬            ‫بـ«اللسانيات الإدراكية»‬
    ‫مستوى الإدراك الحسي‬           ‫(اكتسبت) بالبرد»‪« ،‬لعلك‬        ‫مفهو َم مخطط الصورة في‬
‫(الدلالي) فإننا نفسر الألوان‬   ‫ترغب في التخلص من الديون‬           ‫الدراسة النفسية للتفكير‬
‫بوصفها تدر ًجا لأصل اللون‬       ‫المالية»‪« ،‬على الرغم من كثرة‬  ‫البصري [جونسون (‪،)1978‬‬
    ‫‪ Hue‬على مقياس الطيف‬          ‫العمل في الطريق‪ ،‬فقد كنت‬         ‫لاكوف (‪ ،)1987‬لاكوف‬
 ‫الضوئي(‪ .)9‬إن مفهوم أصل‬         ‫قاد ًرا على استدعائه في هذا‬  ‫وجونسون (‪])1999 ،1980‬؛‬
    ‫اللون ‪ Hue‬هو الخاصية‬            ‫اليوم»‪« ،‬لقد منعنا المطر‬   ‫حيث ُيع َّرف مخطط الصورة‬
 ‫التي تقودنا لإعطاء اسم ما‬         ‫من الاستمتاع بالنزهة»‪،‬‬
   ‫على لون ما؛ مثل‪ :‬الأحمر‬        ‫«لا يمكنك المضي قد ًما في‬        ‫بوصفه مخط ًطا لاواعيًا‬
     ‫أو البرتقالي أو الأصفر‬       ‫هذه الخطة‪ ،‬سيكون عليك‬         ‫لتكرار شكل ما ‪recurrent‬‬
   ‫أو الأخضر أو الأزرق أو‬           ‫فقط العودة إلى الوراء»‪،‬‬      ‫‪ ،shape‬وحركته ‪،action‬‬
                                ‫وما إلى ذلك‪ .‬إن هذه الأمثلة‬
      ‫البنفسجي‪ .‬لكن عملية‬                                            ‫وأبعاده ‪،dimension‬‬
 ‫التسمية هذه لا تخلو تما ًما‬          ‫السابقة تبدو منطقية‬           ‫واتجاهه ‪،orientation‬‬
                                    ‫بالنسبة لنا لأنها تستند‬    ‫وموضوعه ‪ ،object‬وفكرته‬
    ‫من العوامل والإجراءات‬         ‫إلى المخطط الصوري حول‬            ‫‪idea‬؛ فهذه الأشياء هي‬
         ‫الثقافية التاريخية؛‬    ‫مفهوم «العائق» الذي يحول‬          ‫التي توجه كيفية تصور‬
                                ‫التجارب الفيزيائية المرتبطة‬         ‫الأفكار المجردة‪ .‬يمكننا‬
   ‫فالمصطلحات اللونية التي‬     ‫بـ«العائق» إلى أخرى مجردة‬           ‫أن نأخذ مفهوم «العائق‬
‫نستخدمها في الإنجليزية هي‬                                        ‫‪ »impediment‬على سبيل‬
‫التي تهيئ لنا أن نرى الفئات‬           ‫عن طريق الاستعارة‪.‬‬         ‫التمثيل؛ فـ«العائق» شيء‬
                                  ‫إن الصور البصرية يمكن‬        ‫ما ‪-‬مثل جدار أو صخرة أو‬
  ‫المختلفة من «اللون الأصلي‬                                    ‫شخص آخر‪ -‬يمنع الحركة‬
 ‫‪ .»Hue‬ويق ِّدر علماء النفس‬         ‫أي ًضا أن تكون خارجية‬
‫أنه يمكننا تمييز ما يصل إلى‬
   ‫عشرة ملايين من الألوان‬

     ‫المتداخلة‪ .‬من الواضح‪،‬‬
  ‫إذن‪ ،‬أن عددنا المحدود من‬

    ‫المصطلحات اللونية غير‬
  ‫دقيق إلى حد بعيد لوصف‬
   137   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147