Page 143 - m
P. 143

‫حول العالم ‪1 4 1‬‬

‫رودولف أرنهيم‬  ‫رايدلي سكوت‬     ‫جوناثان بيرجر‬                     ‫جميع التداخلات اللونية‬
                                                                   ‫التي نستطيع إدراكها؛‬
   ‫في بنية منتظمة (سيبيوك‬        ‫أسماء النباتات والأشجار؛‬           ‫ولذلك تأتي كل ثقافة‬
‫ودانيسي‪ ،)2000 ،‬وتشتمل‬           ‫مثل‪ :‬شجر الحوار‪ ،‬خشب‬
                                                                ‫بمصطلحاتها اللونية التي‬
    ‫أنواع النصوص على كل‬            ‫الدردار‪ ،‬الكرز‪ ،‬البلوط‪..‬‬    ‫تحتاجها لوصف تفسيرها‬
   ‫من المخططات‪ ،‬والرسوم‬        ‫إلخ‪ .‬أما في العبرية فإن اسم‬    ‫الخاص للواقع‪ ،‬حيث تحتاج‬
                                 ‫الإنسان الأول «آدم» يعني‬
       ‫البيانية‪ ،‬والمحادثات‪،‬‬                                      ‫بعض الثقافات إلى عدد‬
     ‫والقصائد‪ ،‬والأساطير‪،‬‬          ‫الأحمر وعلى قيد الحياة؛‬        ‫محدود من المصطلحات‬
                                  ‫ومن المرجح أن هذا يشير‬       ‫اللونية‪ ،‬بينما تحتاج أخرى‬
       ‫والروايات‪ ،‬والبرامج‬     ‫إلى أهمية الدم في الحفاظ على‬      ‫إلى أعداد أكثر‪ .‬إن بعض‬
      ‫التلفزيونية‪ ،‬واللوحات‬      ‫الحياة‪ .‬وحتى الآن لا يزال‬    ‫القيود المفروضة على معجم‬
      ‫التشكيلية‪ ،‬والنظريات‬        ‫اللون الأحمر يعني ضمنًا‬      ‫مصطلحات الإدراك اللوني‬
                                 ‫ال َعيش‪ /‬الحياة‪ ،‬والجميل‪.‬‬        ‫(الأنظمة الإشارية) هي‬
        ‫العلمية‪ ،‬والمقطوعات‬                                     ‫السبب في أن الناس غالبًا‬
        ‫الموسيقية‪ ،‬والمواقع‬    ‫النصوص البصرية‬                     ‫ما يواجهون صعوبة في‬
 ‫الإلكترونية‪ ،‬وما شابه ذلك‪.‬‬                                    ‫محاولة وصف لون معين؛‬
     ‫ولا تنبني النصوص أو‬       ‫ووف ًقا لأهداف هذه الدراسة‪،‬‬
  ‫ُتف َّسر مصطلحيًّا من خلال‬   ‫يمكننا ببساطة تعريف النص‬             ‫بل إن هذه القيود هي‬
    ‫المعاني المفردة للعناصر‬                                    ‫أي ًضا ما تدفعنا لاستخدام‬
  ‫المكونة لها بإضافتها م ًعا؛‬       ‫بوصفه شك ًل سيميائيًّا‬       ‫اللغة التصويرية وغيرها‬
‫وإنما تنبني و ُتف َّسر بصورة‬       ‫مركبًا؛ أي بوصفه شك ًل‬       ‫من أنواع الاستراتيجيات‬
‫كلية بوصفها بنيات إشارية‬         ‫أُنشئ لتمثيل شيء ما عن‬
    ‫مفردة‪ .‬وكذلك المقطوعة‬       ‫طريق دمج عناصر صغرى‬                ‫الدلالية لتوسيع معجم‬
     ‫الموسيقية لا ُتعالج من‬                                     ‫المصطلحات اللونية؛ مثل‪:‬‬
   ‫قبل المستمعين أو المؤدين‬         ‫من العلامات أو الدوال‬     ‫الأخضر البازلائي‪ ،‬والأزرق‬

                                                                  ‫السماوي‪ ،‬والكستنائي‪،‬‬
                                                                ‫والعنابي‪ ،‬إلخ‪ .‬إن الألوان‬
                                                                 ‫‪-‬في جميع أنحاء العالم‪-‬‬
                                                                ‫ُتستخدم لأغراض تمثيلية‬

                                                                   ‫ومن ثم استخدامها في‬
                                                                  ‫رموز تلميحية للمعنى‪.‬‬
                                                                   ‫وفي هذا الصدد يشير‬
                                                                    ‫السجل الأركيولوجي‬
                                                             ‫‪ archeological record‬إلى‬
                                                             ‫أن المعاني الحسية والعاطفية‬
                                                               ‫المرتبطة بالألوان قد تكون‬
                                                                ‫مصد ًرا لشروط مصطلح‬
                                                                  ‫اللون نفسه (ويسكوت‪،‬‬
                                                             ‫‪)1980‬؛ ففي اللغة الحيثية(‪)10‬‬
                                                               ‫‪-‬على سبيل المثال‪ -‬صيغت‬
                                                              ‫أسماء الألوان في البداية على‬
   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148