Page 139 - m
P. 139

‫حول العالم ‪1 3 7‬‬

‫جودفري راجيو‬  ‫جان بودريار‬      ‫جاك ديريدا‬                        ‫(المؤشر)‪ ،‬مثل‪ :‬السبابة‬
                                                               ‫التي تشير إلى شخص ما‬
   ‫يجب أن نعرف أن العملة‬          ‫تشير بشك ٍل عام إلى قيم‬     ‫أو إلى الأشياء والأشخاص‬
‫يمكن تبادلها مع كمية معينة‬        ‫إيجابية قائمة على كل من‬      ‫أو إلى الأحداث التي تحدد‬
                                                                ‫مكانة مستخدمها(‪ .)4‬أما‬
   ‫(مادة) من شيء مختلف‪،‬‬             ‫الأسس الثقافية وظلام‬       ‫«الرمز» فهو علامة تشير‬
‫وأنه يمكن مقارنة قيمتها مع‬       ‫مجموعة عكسية من القيم‬        ‫إلى شيء ما بطرق تقليدية‬
                                ‫السلبية‪ .‬عرف دي سوسير‬       ‫أو مألوفة وتحوله إلى علامة‬
 ‫قيمة عملة أخرى في النظام‬         ‫(‪ ،1916‬ص‪)258 -251‬‬          ‫اصطلاحية‪ ،‬مثل‪ :‬دلالة رمز‬
  ‫المالي نفسه‪ :‬مع اثنتين من‬                                    ‫الصليب على «المسيحية»‪،‬‬
                                    ‫مفهوم «القيمة» على أنه‬    ‫ودلالة رمز ‪ V‬على السلام‪،‬‬
    ‫عملة «الدايم» الأمريكية‪،‬‬         ‫الحد الأدنى من المعنى‬  ‫فهذه المعاني هي ما اكتسبته‬
  ‫وواحدة من عملة «النيكل»‬        ‫الذي نستخلصه من خلال‬
   ‫الأمريكية‪ .‬والألوان ذاتها‬   ‫المعارضات (الثنائيات)‪ ،‬وهو‬           ‫العلامة (الرمز) من‬
                                  ‫فارق ضئيل في الصوت‪،‬‬        ‫التقاليد الثقافية أو الأحداث‬
     ‫هي نظام من العلامات‬           ‫وفارق ضيئل في النغمة‪،‬‬
 ‫التي ُتستخدم في النصوص‬           ‫وفارق ضئيل في التوجه‪،‬‬                    ‫التاريخية(‪.)5‬‬
                                ‫إلخ‪ .‬وبد ًل من تحمل معنى‬     ‫لقد فتحت دراسة العلامات‬
       ‫البصرية؛ لنقل المزاج‬      ‫دي سوسير فإنه يقول إن‬       ‫وف ًقا لتصنيف بيرس مجال‬
‫والشعور والجو العام‪ ،‬ومن‬         ‫العلامات تمتلك قيمتها من‬   ‫السيميائيات البصرية إلى حد‬
 ‫َث َّم فاللون هو أحد المصادر‬    ‫خلال العلاقات التفاضلية‬      ‫كبير‪ ،‬فبالنظر إلى الأيقونية‬
                                   ‫(علاقات الاختلاف) بين‬
     ‫الثابتة للفروق البلاغية‬    ‫علامة وأخرى‪ ،‬أو بين أحد‬        ‫والإشارية والرمزية نجد‬
     ‫الدقيقة‪ .‬وأخي ًرا‪ ،‬يشير‬   ‫عناصر العلامة نفسها‪ .‬وعلى‬    ‫أنها جمي ًعا تمثل الطرق التي‬
  ‫التركيب (التمازج اللوني)‬       ‫سبيل المثال فلتحديد قيمة‬    ‫تثيرها الصور المرئية والتي‬
‫إلى بعض الخبرات الشعورية‬           ‫عملة ربع دولار أمريكي‬      ‫تؤدي إلى تفسيرها المشفر‪.‬‬
  ‫والوجدانية‪ ،‬وهو ما يؤكد‬
      ‫على أن بعض الأشكال‬                                       ‫يمكننا أي ًضا أن نعمل على‬
   ‫البصرية تستثير خطو ًطا‬                                    ‫تصنيف العلامات البصرية‬
  ‫شعوري ًة متموج ًة تميل إلى‬                                ‫اعتما ًدا على مفهوم «القيمة»‪،‬‬

                                                               ‫فتصنف من ناحية اللون‬
                                                                ‫أو التركيب‪ ،‬ويمكن لكل‬
                                                              ‫منها أن تنطوي على أنماط‬
                                                            ‫أيقونية أو إشارية أو رمزية‪.‬‬
                                                             ‫ويؤشر مفهوم «القيمة» على‬
                                                             ‫ثقل طباعة خ ٍط ما أو خفته‪،‬‬
                                                             ‫أو شكل توضيحي‪ ،‬أو نص‬
                                                            ‫كامل‪ ،‬ويشكل الانقسام بين‬
                                                              ‫ثقل طباعة شكل ما وخفته‬
                                                                ‫معارضة سيمائية؛ حيث‬
                                                             ‫يفترض كل منهما أن القيمة‬
                                                               ‫الخافتة للدلالة المتناقضة‬
                                                                ‫(بين الأسود والأبيض)‬
   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144