Page 137 - m
P. 137

‫حول العالم ‪1 3 5‬‬

     ‫للتفكير البصري بصفة‬        ‫المنطقي‪ /‬السببي قدم بارت‬       ‫التي يفسر من خلالها نقاد‬
     ‫عامة‪ .‬ومن ث َّم أصبحت‬        ‫مفهومه للصورة البلاغية‬       ‫الأدب بوصفه مرآة للواقع‪،‬‬
‫النصوص البصرية (السينما‪،‬‬            ‫وللتناول المنهجي لمعاني‬      ‫ورأى أن مؤلف العمل هو‬
       ‫والمجلات‪ ،‬والإعلانات‬                                    ‫مصدر معانيه‪ .‬تقع النظرية‬
‫التجارية‪ ،‬والخداع البصري‪،‬‬       ‫النصوص البصرية‪ ،‬كما أنه‬         ‫التفكيكية تحت عنوان أكثر‬
 ‫والرسوم البيانية‪ ،‬وغيرها)‬        ‫كان يتأرجح جيئ ًة وذها ًبا‬
  ‫أهدا ًفا رئيسة للتحليل‪ ،‬فقد‬        ‫بين المستويين البلاغي‬       ‫عمومية وشمو ًل «ما بعد‬
     ‫تم تحليل الصور المرئية‬              ‫والبصري الدلالي‪.‬‬      ‫البنيوية»‪ ،‬وهي ترتبط ليس‬
   ‫على أنها أنواع خاصة من‬                                       ‫فقط بـ ديريدا‪ ،‬وإنما أي ًضا‬
      ‫العلامات؛ أي أنها مثل‬        ‫السيميائيات‬
  ‫العلامات يمكن أن تدل على‬           ‫البصرية‬                       ‫بفيلسوف فرنسي آخر‬
   ‫معنى من خلال صورتها‪،‬‬                                          ‫هو ميشيل فوكو ‪Michel‬‬
 ‫بد ًل من سماعها أو قراءتها‬         ‫على الرغم من أن رولان‬        ‫‪ ،)1972( Foucault‬وقد‬
     ‫لفظيًّا‪ .‬ومن بين الأعمال‬      ‫بارت كان سيميائيًّا فإن‬        ‫أرادت التفكيكية ‪-‬بشكل‬
  ‫الأولى في هذا المجال يمكننا‬      ‫أفكاره لم تلق روا ًجا ‪-‬في‬
  ‫الإشارة إلى هذه الدراسات‬         ‫البداية‪ -‬على نطاق واسع‬           ‫أساسي‪ -‬أن تظهر أن‬
      ‫التي كتبها سونيسون‬            ‫داخل الحقل السيميائي‪،‬‬     ‫العلامات لا ترمز إلى الواقع‪،‬‬
‫‪،)1994 ،1989( Sonesson‬‬
      ‫وسان مارتن ‪Saint-‬‬                ‫ولكن ظهر في أواخر‬           ‫وإنما تبنيه‪ .‬لقد انصب‬
‫‪ ،)1990( Martin‬و سيبيوك‬            ‫الثمانينيات إطار منهجي‬         ‫اهتمام ديريدا على تثبيت‬
  ‫وأوميكر سييوك ‪Sebeok‬‬             ‫جديد مستوحى من عمله‬
    ‫‪and Umiker-Sebeok‬‬          ‫«السيميائيات البصرية»‪ ،‬كان‬           ‫مفاهيم نظرية مركزية‬
 ‫(‪ .)1994‬أما الإطار المنهجي‬    ‫يهدف إلى دراسة جميع أنواع‬        ‫العقل‪ /‬مركزية اللوجوس‬
    ‫المبكر في تصنيف دراسة‬         ‫الصور البصرية‪ ،‬والتي لا‬     ‫‪ logocentrism‬التي ترى أن‬
   ‫العلامات المرئية كان إطار‬   ‫تتضمن مصطلحاتها النظرية‬          ‫المعرفة مبنية من قبل فئات‬
‫سانتيلا‪ -‬براغا‬                 ‫العامة للعلامة فحسب؛ ولكن‬
     ‫(‪،)1988‬‬                   ‫تتناول أي ًضا التحليل النفسي‬       ‫لغوية‪ ،‬وأن هذه الأخيرة‬
  ‫والذي اعتمد‬                                                   ‫(الفئات اللغوية) تنبني من‬
 ‫بشكل ضمني‬                                                       ‫خلال الممارسات البلاغية‬
    ‫على مبادئ‬
‫«جماعة مو ‪»μ‬‬                                                         ‫التي تؤدي حرفيًّا إلى‬
 ‫(‪ ،)1970‬وهم‬                                                    ‫اللاشيء‪ ،‬ومن هذا المنحى‬
  ‫مجموعة من‬
‫العلماء المهتمين‬
 ‫بدراسة البنية‬
    ‫البلاغية في‬
 ‫جميع أصناف‬
     ‫العلامات‪.‬‬
   ‫لقد تداخلت‬
   132   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142