Page 271 - m
P. 271

‫‪269‬‬           ‫ثقافات وفنون‬

              ‫كتب‬

‫محمد إسماعيل‬  ‫تامر عاشور‬                              ‫عبلة كامل‬      ‫الواقع أو كما ٍض يستغرق أبطاله‬
                                                                      ‫في البكاء على أطلاله‪ ،‬ولكنه تحلى‬
    ‫الأسماء ودلالاتها‬              ‫ابنة حسب ونسب ومن أمهر من‬         ‫بالعملية كشخوص العمل‪ ،‬فما قد‬
                                  ‫عملوا بالمؤسسة وبنفس الوقت لم‬
   ‫من يتفرس في اختيار الأسماء‬     ‫تضن الطبيعة بمنحها جمال هائل‬         ‫فات فات ولا يمكن استرجاعه‪،‬‬
    ‫بالنص‪ ،‬تنساب لديه حالة من‬                                         ‫فأبطال العمل يرزحون في العمل‬
  ‫التأمل لا تمتد إلى كون الأسماء‬    ‫لم تستفد منه على حد اعترافها‪،‬‬    ‫عو ًضا عن الاستغراق في الماضي‬
     ‫تحمل دلالات رمزية أو حتى‬          ‫وأنوثة لم تسئ استخدامها‪،‬‬       ‫مع تأكدهم أنه سيلتهم الحاضر‬
 ‫عكسية‪ ،‬ولكن من كونها تشارك‬                                            ‫كما التهم الماضي‪ ،‬بيد أن سيف‬
     ‫في الأحداث بشكل خفي‪ ،‬فلا‬       ‫وهنا يجب أن ألمِّح لقدرة الكاتب‬  ‫الاستمتاع بما هو متب ٍق ما ٍض ولا‬
  ‫يمكنك تخيل اسم آخر لـ»عماد‬         ‫في التعبير عن خفايا المرأة وما‬  ‫يمكن توقيفه‪ ،‬وكأنهم يتحصنون‬
  ‫مدير المشتريات» أو لـ»رؤوف»‬
  ‫الموظف الطيب الذي لا تشفع له‬         ‫يمنعها كبرياؤها من إظهاره‬         ‫بما هو أكيد حتى لو كان هذا‬
‫طيبته في الحصول على ما يستحق‬        ‫صراحة أو الاعتراف به إلا بعد‬      ‫الأكيد منعهم من نعمة التواصل‬
     ‫من ترقيات أو حتى علاوات‪،‬‬                                         ‫الطبيعي مع أحباء كانوا على قيد‬
    ‫و»أمنية» التي لا ترتضي بما‬                       ‫فوات الأوان‪.‬‬
‫حصلت عليه من علاوة وما زالت‬              ‫تمتعت بعض الشخصيات‬              ‫الحياة في أحد الأيام‪ ،‬لم يأت‬
                                     ‫النسائية بإيروسية موظفة بما‬     ‫الزمان بمفرده كدليل على انخراط‬
                   ‫تتمنى المزيد‪.‬‬       ‫تتطلب الشخصية وما يمليه‬
‫امتدت الدلالات الرمزية لكثير من‬       ‫عليها سير حياتها‪ ،‬فإيروسية‬       ‫الشخوص كالتروس في ماكينة‬
‫أسماء الشخوص كعاصم وجاسر‬            ‫« ليلى» التي تحاول أن تقطر في‬      ‫العمل العملاقة‪ ،‬بل تبدى المكان‬
                                      ‫استخدامها وتكافح لترشيدها‬      ‫نفسه كمؤسسة العمل التي تمثل‬
     ‫وياسر الإمبابي وبطل العمل‬       ‫من أجل أن تحظى بزوج ثالث‪،‬‬         ‫العالم‪ ،‬ففيها ينتأ تنوع الطبيعة‬
   ‫«ماجد عبد الباقي» و»السعيد»‬           ‫تختلف تمام الاختلاف عن‬         ‫البشرية من أقصى اليمين إلى‬
‫الذي لم يترك فرصة كي يستغلها‬         ‫إيروسية «سماح» التي تنضح‬        ‫أقصى اليسار‪ ،‬ولكن وكما أشرت‬
                                  ‫بالشبق و»تتقاول» على المقابل قبل‬     ‫في بداية المقال لا تظهر عناصر‬
                                   ‫انعقاد أي صفقة تكون طر ًفا بها‪.‬‬    ‫الخير والشر سطحية أو طفولية‬
                                                                     ‫في طرحها أو معالجتها‪ ،‬فكل لديه‬
                                                                       ‫دوافعه سواء دوافع تستند إلى‬
                                                                        ‫ردود الفعل أو لطبيعة النشأة‪.‬‬
                                                                        ‫احتلت المرأة حيِّ ًزا عري ًضا من‬

                                                                         ‫النص سواء في الأنا الروائية؛‬
                                                                         ‫فالرواية بدأت بصوت البطلة‬
                                                                         ‫المحورية (نيفين أو سوزي)‪،‬‬
                                                                        ‫أو في تحريك الأحداث ودفعها‬
                                                                       ‫للأمام‪ ،‬وحتى في تغيير مصائر‬
                                                                         ‫الأبطال وهذا ما سأسهب به‬
                                                                      ‫لاح ًقا‪ ،‬استعرضت الرواية قطا ًعا‬
                                                                      ‫عري ًضا من الشرائح الاجتماعية‬
                                                                        ‫والتي من ضمنها الشخصيات‬
                                                                      ‫النسائية التي شاركت في العمل‪،‬‬
                                                                          ‫فنجد البطلة المحورية تتميز‬
                                                                         ‫بأنوثة تخصها وحدها‪ ،‬فهي‬
   266   267   268   269   270   271   272   273   274   275   276