Page 48 - m
P. 48

‫العـدد ‪56‬‬         ‫‪46‬‬

                                                ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬

‫بالرمز والمثل وتوظيف رموز التراث وأدواته‪ ،‬كما‬   ‫«منذ عهد سليمان‪ ،‬وفي مجلس كيوم الحشر فعلها‬
  ‫استفاد من ثراء اللغة وتنوعها بالتفكير بالصيغ‬  ‫واحد‪ ..‬ولا تزال الكلاب يشتم بعضها بع ًضا‪ ،‬أنظر‬

‫والأساليب القديمة وكذا المرجع الديني؛ رغبة منه‬   ‫ذلك وحقق فيه بنفسك»(‪ ،)32‬وفي قصة «حسون»‬
   ‫في نسج نسق لغوي تكون مادته الخام التراث‬      ‫يتم الاستهلال بالحكمة الآتية‪« :‬كثيرة هي الأشياء‬

‫الثقافي والفكري العربي والمغربي كالقرآن الكريم‬     ‫التي نمر بها‪ ،‬يلتقي بها خط سيرنا فلا نعيرها‬
‫والحديث النبوي الشريف والشعر والنثر وتصيد‬         ‫اهتما ًما‪ ..‬وأناس كالأشياء تما ًما‪ ..‬كهذه الأشياء‬
                                                ‫بالذات لا نعيرها اهتما ًما إلا إذا فرضه علينا غياب‬
    ‫تراكيب ومفردات توحي بنبرات لغوية قديمة‬
              ‫كاستحضار أسلوب كليلة ودمنة‪.‬‬                                         ‫المألوف»(‪.)33‬‬

   ‫يهتم خصو ًصا في مجموعتي سيدنا قدر ودم‬                     ‫خاتمة‬
‫ودخان بالنموذج الهامشي في المجتمع الذي يمثل‬
                                                   ‫إن استرفاد مبارك ربيع من التراث واستلهامه‬
  ‫حثالة المجتمع‪ ،‬ولعل في تأثره بالقاص الروسي‬        ‫يعزى إلى عدة عوامل منها‪ :‬غنى التراث ورغبة‬
     ‫الكبير أنطون تشيخوف وبالمدرسة الواقعية‬       ‫الأديب في إضفاء الطابع الموضوعي والتراجيدي‬
                                                ‫على تجربته‪ ،‬التعبير بالتراث لا عن التراث‪ ،‬الدوافع‬
   ‫في مصر سببًا في جنوحه إلى هذا النموذج من‬     ‫السياسية والسوسيولوجية التي تدفعه إلى التعبير‬
 ‫الشخصية‪ ،‬كما يضاف إلى ذلك معايشته الذاتية‬

                     ‫وتجربته وخبرته بمحيطه‬

                                                                       ‫الهوامش‪:‬‬

                    ‫‪ -1‬ابن منظور لسان العرب‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬باب شعر‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار صادر بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص‪.409‬‬
                                                                              ‫‪ -2‬ابن منظور‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.410‬‬

 ‫‪ -3‬شلوميت ريمون كنعان‪ ،‬التخيييل القصصي‪ ،‬الشعرية المعاصرة‪ ،‬ترجمة لحسن احمامة‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الثقافة مطبعة‬
                                                                 ‫النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،1995 ،‬ص‪.10‬‬

                                     ‫‪ -4‬عباس الجراري‪ ،‬من وحي التراث‪ ،‬مطبعة الأمنية‪ ،‬الرباط‪ ،1971 ،‬ص‪.88‬‬
‫‪ -5‬أحمد بوزفور‪ ،‬مصطفى جباري‪ ،‬عبد المجيد جحفة‪ ،‬أصوات وأصداء وقائع الأيام الأولى للقصة القصيرة بالمغرب‪،‬‬

  ‫ط ‪ ،1‬مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب‪ ،‬كلية الآداب ابن مسيك الدار البيضاء‪ ،‬مطبعة دار القرويين‪ ،‬الدار‬
                                                                             ‫البيضاء‪ ،2001 ،‬صص‪.65 -64‬‬

    ‫‪ -6‬نصوص الشكلانيين الروس‪ ،‬نظرية المنهج الشكلي‪ ،‬ترجمة إبراهيم الخطيب‪ ،‬ط ‪ ،1‬الشركة المغربية للناشرين‬
                                                                                     ‫المتحدين‪ ،1982 ،‬ص‪.81‬‬

                                    ‫‪ -7‬مبارك ربيع‪ ،‬سيدنا قدر‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،2012 ،‬ص‪.32‬‬
                                                                              ‫‪ -8‬مبارك ربيع‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.44‬‬
                                                                              ‫‪ -9‬مبارك ربيع‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.46‬‬
                                                                             ‫‪ -10‬مبارك ربيع‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.46‬‬
                                                                             ‫‪ -11‬مبارك ربيع‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.49‬‬
                                                                             ‫‪ -12‬مبارك ربيع‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.49‬‬
   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53