Page 43 - m
P. 43
41 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
إدريسي العربي
(المغرب)
توظيف التراث في تجربة
«مبارك ربيع» القصصية
إن استرفاد مبارك ربيع من التراث واستلهامه يعزى إلى عدة عوامل
منها :غنى التراث ورغبة الأديب في إضفاء الطابع الموضوعي
والتراجيدي على تجربته ،التعبير بالتراث لا عن التراث ،الدوافع
السياسية والسوسيولوجية التي تدفعه إلى التعبير بالرمز والمثل
وتوظيف رموز التراث وأدواته ،كما استفاد من ثراء اللغة وتنوعها
بالتفكير بالصيغ والأساليب القديمة وكذا المرجع الديني؛ رغبة منه في
نسج نسق لغوي تكون مادته الخام التراث الثقافي والفكري العربي
والمغربي كالقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والشعر والنثر .
توظيفه في المتون القصصية المعنية بالدراسة؟ سنتناول في هذا البحث إحدى الدراسات
كيف تمكن الكاتب من الكتابة على التراث بشكل
أدبي متميز؟ وإلى أي حد استطاعت نصوصه أن المندرجة ضمن الشعرية باعتبارها دعامة النقد
تستوعب أشكال التراث المختلفة؟ ثم كيف يشتغل الحديث ،وقد أثير حولها جدل واسع سواء في
التراث ضمن النصوص؟ وكيف يكتب مبارك ربيع الساحة النقدية العربية أو الغربية؛ نظ ًرا لتعدد
تعاريفها وتداخل معانيها ،مما مهد السبيل لبروز
في مجاله عن حيوات متخيلة وقضايا التراث؟
شعريات عدة تختلف فيما بينها ،إلا أنها منذ
توظيف التراث في تجربة مبارك ربيع أرسطو وإلى اليوم تؤطر قوانين الإبداع الفني.
القصصية إن التركيز على هذه المنهجية في دراستنا هدفها
استجلاء مكنونات المتون السردية القصصية
إن بنية النص الأدبي تتوفر على قوانين داخلية الجمالية والدلالية عند الكاتب مبارك ربيع ،من
تنظم حركة العلاقات المتضمنة ،تلك القوانين هي خلال إبراز القيمة المهيمنة التي وضع أسسها
النظرية رومان ياكبسون وعدها عنص ًرا بؤر ًّيا
التي تجعل من النص الإبداعي ن ًّصا جماليًّا ذا
قيمة فنية .وتوسم دراسة هذه القوانين وإبراز للأثر الأدبي .إن توظيف مبارك ربيع للتراث
خصائصها بالشعرية .ليس العمل الأدبي في حد وهيمنته على متونه السردية القصصية لدليل على
ذاته هو موضوع الشعرية ،فما نبحث عنه هو تأثره بظاهرة التجريب التي طبعت السرد المغربي
خصائص هذا الخطاب أي «الأدبية» .وفي إطار في سبعينيات القرن الماضي ،ومن ثم تثير دراستنا
عدة تساؤلات من قبيل :ما التراث؟ وما حدود