Page 68 - m
P. 68

‫العـدد ‪56‬‬                               ‫‪66‬‬

                                                                             ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬

‫صلاح فائق‬

‫(العراق‪ -‬الفلبين)‬

‫أكتب رواية عن الغيوم‬

‫نحاس‪ ،‬تغر ُد وقت الفجر‪ ،‬ثم‬                        ‫كمائ َن في نهايات الأزقة‪ ،‬يساعدني‬       ‫أح ُّب أن أرتج َل شع ًرا‪ ،‬كل عازف‬
‫تصم ُت حتى الغد‪.‬‬                                      ‫حبل طويل أحمله معي دائ ًما‪.‬‬             ‫جاز يعر ُف ابتكا ًرا كهذا أمام‬
‫***‬                                                           ‫***‬                                                ‫سجناء‪.‬‬
                                                       ‫سأتخل ُص من هذه الكوابيس‬
  ‫في المبنى المقابل انتح َر أحد‬                                                           ‫علينا أن نتكلم قصائد‪ ،‬لا نكتبها‪.‬‬
‫جيراني اليوم‪ :‬ألقى نفسه من‬                           ‫في يوم ما‪ .‬أصاب ُع يد ّي بسببها‬      ‫أكت ُب لساعا ٍت ولا أص ُل حتى إلى‬
                                                     ‫تتشن ُج حتى وأنا نائ ٌم‪ .‬هذا من‬
‫الطابق العاشر‪ .‬ظنه البع ُض‬                        ‫أسباب بقائي في البي ِت كأني أخفي‬                    ‫غيمة لأرى ما فيها‪.‬‬
‫يتمر ُن على الطيران مثل عباس بن‬                   ‫جريم ًة‪ ،‬مع أني شغو ٌف بالمسار ِح‬        ‫أتعر ُف‪ ،‬عزيزي رامبو‪ ،‬كم قنينة‬
                  ‫فرناس‪.‬‬                               ‫ومضيا ٌف حتى مع لصوص‪.‬‬
                                                                                            ‫نبيذ يحتاجها قار ٌب ليسكر؟ لا‬
‫***‬                                                                        ‫***‬              ‫أص ّد ُق بعض أكاذيبك الخفيفة‪،‬‬
‫سنواتي الأخيرة رائعة‪ ،‬مع أشعا ٍر‬                   ‫أنا مري ٌض تقريبًا‪ :‬تحطم ْت طائر ٌة‬
‫أكت ُبها‪ ،‬صديقا ٍت‪ ،‬نبي ٍذ وإنترنت لا‬              ‫في ذاكرتي ليلة أمس وفيها علماء‬             ‫لأني أنا أي ًضا شاعر‪ .‬نشأ ُت‬
‫ينقطع‪ .‬ضيوفي أكرمهم بماريوانا‬                     ‫ينقلو َن سلال َم طويلة لا أعر ُف إلى‬        ‫في بي ٍت بلا شجر ٍة أو حيوان‬
                                                                                           ‫واكتشف ُت فيه موهبتي الوحيدة‪:‬‬
‫أشتريها من معسكر للجيش‪.‬‬                                                      ‫أين!‬
                                                              ‫***‬                                                  ‫النوم‪.‬‬
‫***‬                                                 ‫لس ُت صار ًما مع أحد‪ .‬أنا ودو ٌد‬     ‫أشعرني الآن في أما ٍن حين أمشي‪،‬‬
‫إبرة‪ ،‬مومسا ٍت‬                                         ‫مع عمال سكك الحديد‪ ،‬كن ُت‬
   ‫قديمة‪ .‬يم ُّر‬  ‫أيرقافق َن ُبأ‪،‬ماممنبيخور ٍِمت‬     ‫أحدهم لسنوا ٍت لكني أصر على‬            ‫بعينين مغمضتين‪ ،‬على رصي ٍف‬
‫حصا ٌن هرم‪ ،‬تتبع ُه سيار ٌة لنقل‬                                                           ‫مزدحم‪ ،‬وأسم ُع أصابعي تتكلم‪.‬‬
‫موتى‪ .‬تق ُف‪ ،‬ينفت ُح غطا ُء تابو ٍت‪،‬‬                              ‫عزلتي في البيت‪.‬‬
‫يخر ُج مي ٌت وهو يرتدي كفنًا‬                      ‫لا أستجي ُب‪ ،‬لأي سبب‪ ،‬لمن يطرق‬                     ‫***‬
‫أزرق‪ ،‬يتج ُه إلى إحداه َّن وألح ُظ‬                                                                 ‫لا أظنني سأهر ُم قريبًا‬
‫على ظهره علامة مشرحة المدينة‬                                      ‫بابي حين أكتب‪.‬‬          ‫أطرافي جيدة‪ ،‬أمسحها كل صبا ٍح‬
                                                        ‫بلابلي لا تزعجني‪ ،‬فهي من‬          ‫بزي ِت الزيتون وأذهب إلى المحيط‪.‬‬
‫باللون الاصفر‪ ،‬يتكل ُم معها‬                                                               ‫أقف ُز من موجة إلى موجة‪ ،‬تعلمته‬
                                                                                            ‫من جنادب‪ ،‬وفي المدينة أتفادى‬
   63   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73