Page 151 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 151
حول العالم 1 5 1
ويمضي جيجيك حيث يرى والعواصف المدمرة ..في كل والمجتمعات في جميع أنحاء
أنه إذا كان فيروس كورونا هذه الحالات ،لا ينبغي في العالم.
يزعج أكثر من أي وقت مضى
الأداء السلس للسوق العالمية، رأيه أن نستسلم لحالة الذعر في هذا السياق ،وتزامنًا
فإن هذا يشير بوضوح إلى والسلبية ،أو نكتفي بالعزل مع الانتشار الكثيف لهذا
الوباء ،نشر جيجيك هذا
وجود حاجة ُمل ّحة لإعادة الصحي مع العمل على إيجاد
تنظيم اقتصاديات الدول لقاح يحد من فعالية هذا الك ّراس أو ال ُكتيب« :جائحة
بحيث لا تكون تحت رحمة فيروس كورونا المستجد
نظام السوق الحر ،وبحيث المرض الذي سببه فيروس (كوفيد )19 -ته ّز العالم»،
تكون هناك منظمات دولية كورونا ،بل يجب علاوة وقد صدر عن منشورات
يمكنها التحكم في الاقتصاد على ذلك أن نسارع نحو ( )OR BOOKSفي نيويورك
وتنظيمه على مستوى عالمي، ولندن ،في أبريل الماضي
وكذلك الحد من سلطة الدول العمل الجاد والعاجل لإنشاء .2020يقع ال ُكتيب -أو
القومية عند الضرورة. أشكال من التنسيق العالمي «الدليل» -في حوالي 115
من هنا يؤكد جيجيك والتضامن الاجتماعي الدولي صفحة من القطع الصغير،
أننا اليوم بحاجة أكثر من ويتضمن مقدمة ،وعشرة
أي وقت مضى إلى إعادة الفعال. أقسام؛ كل قسم منها يمثل
النظر في النظام الرأسمالي من ناحية أخرى يحذر مقالة موجزة ،وقد كتبها
جيجيك بعد انتشار فيروس
العالمي الذي يسيطر جيجيك من أن إحدى كورونا ال ُمكتشف مؤخ ًرا،
على حياتنا جمي ًعا ،مع الهرطقات المنتشرة حاليًا
ضرورة البدء في التحول والتي من الممكن أن تصيب الذي تسبّب في مرض
إلى توجهات اشتراكية كوفيد 19 -الذي لا يزال
بدأت معالمها وجوانب الجميع بالشلل التام في متفشيًا في كل دول العالم،
منها تظهر بالفعل حتى ظل هذه الأزمة ،تتمثل في
عند أكثر الدول الرأسمالية و ُيمثِّل فيروس كورونا
المحافظة كبريطانيا وأمريكا. تصريحات بعض رجال المستجد سلالة جديدة من
فالرأسمالية كانت ولا تزال الدولة والسياسيين وكذلك
تهدد بفناء الوجود البشري، الأمراض التي لم يسبق
بكل ما تحويه من أزمات تصريحات مسئولين في وقوعها من قبل ..أما عن هذا
اجتماعية واقتصادية ،وتدمير مجال الصحة العامة؛ تلك
للبيئة الطبيعية ،والتحولات التصريحات التي تساند ال ُكتيب فهو مليء بالأفكار
الجينية؛ وبالتالي يجب -في بطريقة أو بأخرى النزوع وثري في الطرح ،وأسلوبه
رأي جيجيك -تحجيمها بل الفج للرأسماليين وأصحاب بسيط ،ويحاول فيه جيجيك
إيقافها قبل أن ينمحي الوجود المصانع والشركات والتي أن يجيب عن هذا التساؤل:
البشري ذاته من على سطح تدعي أن إنقاذ الاقتصاد قد ما الذي يرمز إليه فيروس
هذا الكوكب .بل إن السبب يكون ُمقد ًما على إنقاذ آلاف كورونا فلسفيًّا ،وأيديولوجيًّا؟
في سرعة انتشار مثل هذا الأرواح التي ُتمثل عبئًا على يرى جيجيك أننا اليوم لا
الوباء يرجع -في جزء منه السياسات الرأسمالية العابرة نتعامل مع مجرد تهديدات
على الأقل -إلى السياسات طبية سببها انتشار فيروس
للقارات!
ومع الاعتراف بأن كوونا ،لأن هناك كوارث
التهديدات بسبب انتشار هذا أخرى تلوح في الأفق وعلى
الفيروس لا تزال مستمرة وشك الوقوع ،مثل الجفاف،
وقائمة ،فإنه حتى لو انحسر
هذا الوباء ،فمن المحتمل أن وموجات الحر الشديد،
يظهر مرة أخرى في أشكال
جديدة ،وربما أكثر خطورة.