Page 152 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 152

‫العـدد ‪١٩‬‬                     ‫‪152‬‬

                                  ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

      ‫المؤكدة عن هذا الشاب‬        ‫الطبيب الصيني «لي وينليانغ» قبل وبعد إصابته بالمرض‬
    ‫(كما جاء في ويكيبيديا‪-‬‬
                                     ‫الذي يميل إلى التأكيد على‬   ‫الاقتصادية للسوق العالمي‪،‬‬
      ‫الموسوعة الحرة)‪ ،‬أنه‬          ‫أن الدول الاستبدادية كانت‬   ‫وذلك بالنظر إلى تراجع الدور‬
  ‫طبيب عيون شاب (ولد في‬           ‫أنجح من نظيرتها الديمقراطية‬
 ‫أكتوبر ‪ )1986‬كان يعمل في‬           ‫في مكافحة انتشار فيروس‬         ‫الاقتصادي للدولة‪ ،‬وغياب‬
 ‫مستشفى ووهان المركزي‪،‬‬              ‫كورونا‪ ،‬ويراه خاليًا من أي‬      ‫العدالة الاجتماعية‪ ،‬وترك‬
  ‫وهو أو ُل شخ ٍص ُيحذر من‬            ‫وجاهة علمية أو تاريخية‪،‬‬     ‫السوق ح ًّرا على مصراعيه‪،‬‬
‫خطر احتمالية تفشي فيروس‬              ‫وفي المقابل يذهب إلى أن‬    ‫وغياب دور الدولة في الرعاية‬
                                     ‫السبب في انتشار فيروس‬
    ‫يشبه فيروس كورونا ‪2‬‬             ‫كورونا الحالي يرجع أص ًل‬           ‫الاجتماعية والصحية‪.‬‬
 ‫المرتب َط بالمتلازمة التنفسية‬                                     ‫من الآراء النقدية الثاقبة‬
                                        ‫إلى الصين نظ ًرا لغياب‬
   ‫الحادة الشديدة (سارس)‬             ‫حرية الرأي والتعبير فيها؛‬      ‫التي يطرحها جيجيك في‬
   ‫الذي سبّب مر َض (كوفيد‬           ‫فهي من قامت باعتقال «لي‬        ‫هذا ال ُكتيب رفضه للادعاء‬
 ‫‪ )19‬في ‪ 30‬ديسمبر ‪.2019‬‬             ‫وينليانغ» (‪،)Li Wenliang‬‬
‫وقد ُل ّقب (وينليانغ) بالج َّراس‬      ‫الطبيب الصيني الذي كان‬         ‫الذي يزعم أن مجتمعات‬
    ‫عندما انتشر ْت تحذيراته‬       ‫أول من اكتشف وباء فيروس‬             ‫ديكتاتورية مثل الصين‬
 ‫للناس عبر وسائل التواصل‬            ‫«كورونا» الحالي‪ ،‬والذي ما‬        ‫نجحت في تحجيم أزمة‬
     ‫الاجتماعي‪ ،‬خاص ًة «وي‬        ‫كان من السلطات الصينية إلا‬      ‫فيروس كورونا‪ ،‬واحتوائه‪،‬‬
  ‫تشات» ‪ .WeChat‬وما هي‬              ‫أن قامت باعتقاله ومارست‬       ‫أكثر من الدول الديمقراطية‬
   ‫إلا أيام معدودة واستدعته‬          ‫عليه حظ ًرا ورقابة واسعة‪.‬‬    ‫الأخرى كالولايات المتحدة‬
‫السلطات الصينية في ‪ 3‬يناير‬         ‫وبحسب بعض المعلومات‬          ‫الأمريكية وفرنسا وبريطانيا‪،‬‬
  ‫‪ ،2020‬وطلبت منه شرط ُة‬                                        ‫رغم أن أول ظهور لهذا الوباء‬
  ‫ووهان أن يتوقف عن نشر‬                                              ‫كان في الصين‪ .‬يرفض‬
    ‫أية معلومات عن المرض‬                                             ‫جيجيك مثل هذا الادعاء‬
  ‫عبر الإنترنت أو أي وسيلة‬
    ‫أخرى‪ .‬وبالفعل لم ُتفرج‬
 ‫عنه السلطات إلا بعد إجباره‬
   ‫على الإقرار بارتكاب فعل‬
 ‫غير قانوني عندما أبدى رأيه‬
 ‫في المرض‪ ،‬وبعدها عاد إلى‬
  ‫عمله وبقي فيه حتى أُصيب‬
‫بالفيروس من مري ٍض ُمصا ٍب‬
 ‫به؛ فمات بسبب العدوى في‬

           ‫‪ 7‬فبراير ‪.2020‬‬
          ‫وقد أثارت وفاة‬
    ‫«وينليانغ» ُحز ًنا وغضبًا‬
‫كبي ًرا على صفحات التواصل‬
    ‫الاجتماعي‪« ،‬الفيس بوك»‬
  ‫و«تويتر» ‪ ،‬وامتدت لتطالب‬
      ‫بحرية التعبير‪ ،‬رغم أن‬
   147   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157