Page 106 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 106

‫العـدد ‪37‬‬   ‫‪104‬‬

                                                ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬

‫وتشييد معبد يهودي لهم اسموه «الدار الحمراء»‪.‬‬    ‫سيحملون التيه أينما رحلوا‪ -‬سيكون إرثهم وإرث‬
                                                 ‫وارثيهم إلى أبد الآبدين‪ .‬من خلال هذه السيرورة‬
‫‪ -3‬أنسنة الفضاء في رواية جوكات‬                    ‫الدلالية ومع فعل التخمين تمكننا قراءتنا الأولية‬
                                                 ‫لهذه الأنساق من معرفة أن الكاتبة تحاول إخبار‬
   ‫أ‪ -‬أنسنة المكان‪ :‬الصحراء صامتة‪ /‬الريح لا‬
   ‫تخبر شيئًا‪ /‬البحر بين الحين والآخر يتحرش‬          ‫المتلقي بمصير مدينة جوكات‪ ،‬فالكاتبة بدأت‬
   ‫بهم بأمواج عاتية‪ /‬ألقى البحر‪ ،‬عصفت الريح‬         ‫روايتها بعتبة الصلاة وعتبة اللعنات مرفقتين‬
  ‫بجريد بيوتهم‪ ،‬اشتغلت إنتصار عبد المنعم عبر‬       ‫بعلامة التعجب من المصير‪ ،‬وهذا ما سنكتشفه‬
‫مقاطع روايتها على أنسنة مدينة جوكات‪ ،‬ومنحها‬      ‫من خلال قراءتنا التحليلية لفصول الشطر الأول‬

     ‫خاصية النطق والكلام والصراخ للتعبير عن‬                              ‫المسمى بلعنة التكوين‪.‬‬
 ‫كينونتها وآلامها وآلام ساكنيها وخوفهم الدائم‪،‬‬
                                                ‫‪ -2‬استحضار التناص التاريخي‬
                                                       ‫في رواية جوكات‬

                                                       ‫وجدنا الأعلام والرموز‪ :‬فرعون‪ -‬موسى‪-‬‬
                                                   ‫هارون‪ -‬هامان‪ -‬آسيا زوج فرعون‪ -‬السحرة‪-‬‬
                                                 ‫السامري‪ -‬العجل‪ -‬وزراء فرعون‪ -‬شلمو بنلاوي‬
                                                 ‫الحكيم‪ -‬الكهان العسس‪ -‬فهده الأسماء المتواجدة‬
                                                ‫ضمن أحداث الرواية تؤكد لنا أن رجوع الكاتبة إلى‬
                                                 ‫هذه الأعلام هدفه استلهام النماذج لا تقديسها من‬
                                                   ‫خلال استحضار التراث الديني‪ .‬وتذكير القارئ‬
                                                  ‫المتلقي بماضي وبتاريخ بني إسرائيل بمصر‪ ،‬في‬
                                                 ‫زمن النبي «موسى» عليه السلام‪ ،‬خو ًفا من بطش‬
                                                    ‫فرعون‪ ،‬الذي حذره كبار الكهنة أن الطفل الذي‬

                                                       ‫سيولد لبني إسرائيل سيفنى ملكه على يده‪.‬‬
                                                ‫نسق السرقة‪ :‬تحركت النساء يطرقن با ًبا تلو آخر‪،‬‬
                                                ‫يستعرن الذهب والحلي والأواني الذهبية والفضية‪.‬‬

                                                   ‫انطلق الرجال أيضا يستعيرون كل ما صنع من‬
                                                   ‫فضة وذهب‪ .‬تكدس الذهب أمام شلمو بن لاوي‬
                                                 ‫أكوا ًما وقناطير مقنطرة‪ .‬أخفوا ثلاثة أرباع الذهب‪،‬‬
                                                  ‫ثم جمعوا كل ما لديهم من حلي نحاسية وغيرها‪،‬‬

                                                       ‫ووضعوها مع ما تبقى من ذهب في لفافات‬
                                                    ‫متوسطة الحجم يسهل على النساء حملها حول‬
                                                 ‫خصورهن‪ .‬من خلال هذه الأنساق نجد الكاتبة قد‬
                                                  ‫استلهمت قصة إعارة النساء اليهوديات ‪-‬بأوامر‬
                                                    ‫من رجالهن‪ -‬لذهب المصريات القدماء وسرقته‬
                                                   ‫منهن‪ ،‬والفرار مع أزواجهن تجاه مدينة جوكات‬
                                                  ‫الساحلية المطلة على البحرالأبيض المتوسط‪ ،‬حيث‬
                                                 ‫تم بناء منازل من جريد النخل يقطنونها ويدفنون‬
                                                   ‫تحتها ذهب وفضة الجدات المصريات المسروق‪.‬‬
   101   102   103   104   105   106   107   108   109   110   111