Page 105 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022

‫نون النسوة ‪1 0 3‬‬

‫داسبر «في الرواية غير التاريخية يكون الواقع‬ ‫روايتها «جوكات» الصادرة عن الهيئة المصرية‬
‫خارج الرواية‪ ،‬إذ إن الكون الروائي يكون متخيل‬ ‫العامة للكتاب سنة ‪ ،2019‬وذلك مراعاة لعلاقة‬

‫أساس‪ ،‬وعلى عكس ذلك ففي الرواية التاريخية‬ ‫التفاعل بين الواقعي والخيالي داخل الخطاب‪.‬‬
‫‪-‬وهذا مكمن طرافتها الغريبة‪ -‬يبدع الروائي‬ ‫ويعتبر نور الدين أفاية أن «الكتابة بمختلف‬
‫كو ًنا خياليًّا روائيًّا يتكون في آن واحد من عناصر‬ ‫أجناسها وأساليب تعبيرها تشكل مجا ًل غنيًّا‬
‫متخيلة واقعية‪ ،‬فالتاريخ الحقيقي ماثل في الرواية‬ ‫للعمل التخييلي‪ ،‬وهو بصوره ومجازاته وتشبيهاته‬
‫ممتزج بقصة متخيلة متوشج معها‪ .‬فلا تعود‬ ‫وأساطيره يمكن أن يخلق فرصة للحوار الثقافي‪،‬‬
‫المسألة منحصرة في استكناه الصلات بين عالم‬ ‫أحيا ًنا أكثر مما يمكن أن يوفره اهتمام عقلاني‬
‫الرواية المخيل والواقع‪ ،‬بل تشمل إلى ذلك الصلات‬ ‫صارم‪ .‬فالكتابة بوصفها المخزونات الواعية‬
‫واللاواعية لجسد الكاتب‪ ،‬هي في مبدئها نداء‬
‫القائمة بين الواقع والمتخيل»(‪.)5‬‬ ‫متميز»(‪ ،)2‬فالإنتاج الأدبي النسائي العربي تميز‬
‫بتعدد الأجناس وتنوعها‪ ،‬وامتلاكها مخزو ًنا معرفيًّا‬
‫‪ -1‬شعرية التعبد في نص الصلاة‬ ‫ثقافيًّا جعل منها أداة لاستقطاب النقاد والدارسين‪،‬‬
‫للبحث في ثنايا النصوص عن مميزات هذا الإنتاج‬
‫أنساق‬ ‫أنساق‬ ‫أنساق‬ ‫النسائي‪ ،‬وما يتضمنه من مجالات معرفية أخرى‪،‬‬
‫بلاغية‬ ‫التشاكل‬ ‫العبادة‬ ‫وعلى رأسها التخييل وعلاقته بالذات الكاتبة‬
‫ومرجعياتها داخل الخطاب الروائي‪« ،‬هكذا فإن‬
‫الذات‪ :‬أرتكب نسق النفي‪:‬‬ ‫أيها إله‬ ‫أساليب السرد تتعدد أنماطه ومظاهره بتعدد الرؤى‬
‫‪ 5-‬مرات‪ -‬إني لم ‪28‬‬ ‫إليك إلهي‪-‬‬ ‫أو زوايا النظر أو البؤر السردية أو المنظورات‪،‬‬
‫مرة‪.‬‬ ‫أتيت إليك‬ ‫وهكذا تبرز ضرورة الوقوف عند الرؤية بوصفها‬
‫وجهة النظر البصرية والفكرية والجمالية التي‬
‫عنك‪ -‬إليك‪ -‬الخطيئة‪ 4 :‬نسق‬ ‫تقدم إلى المتلقي عالمًا فنيًّا تقوم بتكوينه أو نقله عن‬
‫رؤية أخرى»(‪،)3‬فالرواية النسائية المعاصرة «برهنة‬
‫الترادف‪:‬‬ ‫جمالك مرات‬ ‫أن الفضاء الروائي مزيج من المعرفة والبصيرة‪،‬‬
‫أو لقاء محسوب بين الواقعي والمتخيل»(‪ ،)4‬وهذا‬
‫أخسر–‬ ‫ما يجعل القارئ المؤول يبحث عن علاقة التضاد‬
‫داخل الخطاب السردي‪ ،‬ويعمل على ضم مجموع‬
‫أنقص‪-‬‬ ‫المحكيات داخل الخطاب الواحد واسترجاع الزمن‬
‫الماضي‪ ،‬وخلق عوالم متنوعة‪ ،‬وربط ذلك بمدى‬
‫أثقل‪ -‬أحول‪.‬‬ ‫قدرة الكاتبة على جمع تراكم كمي ومعرفي‪،‬‬

‫إله‪ 3 :‬مرات القتل‪ :‬مرتين نسق التقابل‪:‬‬ ‫وتوظيفه في الإنتاج الأدبي‪.‬‬
‫وبناء عليه اعتبر التخييل من أهم العناصر‬
‫تدنس‪-‬‬ ‫الأساسية في بناء الخطاب الروائي عند إنتصار‬
‫عبد المنعم‪ ،‬كأداة فاعلة لاستغوار مجموع الحقائق‬
‫الطاهر‬ ‫المقصودة لذاتها من طرف الكاتبة‪ .‬فتمحيص‬
‫روايتها‪ ،‬تحلي ًل ودراسة‪ ،‬يقودنا إلى اكتشاف‬
‫الآلهة‪ 3 :‬العدالة‪ -‬نسق‬ ‫المتخيل بأشكاله المتعددة التي اشتغلت بها الكاتبة‬
‫في نسج روايتها‪ ،‬على أساس نقد الواقع السياسي‬
‫الحق‪ :‬مرتين الاشتقاق‪:‬‬ ‫مرات‬ ‫والاجتماعي من خلال فعل التخييل‪ .‬ويقول أندريه‬

‫الوزن‪-‬‬

‫الميزان‪-‬‬

‫الموازين‪.‬‬

‫شعرية الإخبار‪ :‬كتب على شبابك العيش والموت‬

‫في القاع‪ -‬سيتناسل فوقك الباحثون عن الذهب‪-‬‬

‫ستختلط فيك الذاكرة‪ -‬سيجحد الابن أباه‪ -‬سينكر‬

‫الأب ابنه‪ -‬سيقهر فيك كل ذكر انثاه‪ -‬سيقتل‬

‫الكبير الصغير‪ -‬سيعيش من يولد فيك رحلة التيه‪-‬‬