Page 209 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 209

‫الملف الثقـافي ‪2 0 7‬‬

‫خارج البيت‪ -‬الفيلا إلا في‬       ‫«شجرة» أو ًل‪ ،‬ثم بعين ّي‬    ‫بطل الرواية‪ ،‬كما يمكن عده‬
   ‫أجل معلوم‪ ،‬وهو موعد‬        ‫«شجرة» نفسه‪ ،‬الذي ق ّدم‬        ‫صدى للأحداث السياسية‬
                                ‫دلي ًل جدي ًدا على سلبيته‪،‬‬   ‫والاقتصادية والاجتماعية‬
‫زواج إحداهن‪ ،‬هذا الزواج‬      ‫بعدم دخوله البيت ولا مرة‪،‬‬      ‫التي شهدتها البلاد في عقد‬
‫الذي لم يثبت أن حصيلته‬        ‫حتى إنه لم يتعب نفسه في‬       ‫سبعينيات القرن العشرين‪،‬‬
 ‫هي استقرار داخل مصر‬
                                 ‫البحث عن حجة أو عذر‬             ‫يؤثر فيها وتؤثر فيه‪.‬‬
     ‫«أم الدنيا»‪ ،‬سواء في‬       ‫لدخوله بوجود أهله فيه‪،‬‬       ‫وبالأهمية نفسها‪ ،‬وبسبب‬
 ‫الإسكندرية نفسها أو في‬         ‫لذلك لم ي َر أي منا البيت‬
  ‫غيرها من المدن المصرية‬       ‫من الداخل بل من الخارج‬             ‫هيمنته المطلقة تقريبًا‬
‫الأخرى‪ .‬الافتقار إلى جذر‬         ‫فقط‪ ،‬فبقيت نظرتنا إليه‬          ‫على السرد‪ ،‬يمكن ع ّده‬
  ‫هنا يفسر السهولة التي‬         ‫قاصرة وأحادية الجانب‪،‬‬        ‫«بط ًل» أكثر إيجابية وأكبر‬
‫حصل بها «المقدس يحيى»‬           ‫فنحن ‪-‬مث ًل‪ -‬لم نعرف‬          ‫حركة من البطل البشري‬
‫على «بيت الياسمين» وه ّده‬    ‫طبيعة الحياة خلف جدرانه‪،‬‬         ‫«شجرة»‪ ،‬مع ملاحظة أن‬
                             ‫داخل حجراته‪ ،‬وهل سكانه‬          ‫أية شجرة يفترض بها أن‬
     ‫استعدا ًدا لبناء عمارة‬   ‫هم أحياء بالفعل أم أموات‬        ‫تكون ثابتة بحكم غرسها‬
  ‫في مكانه نفسه‪ ،‬بصرف‬          ‫بنظرتهم إلى بعضهم وإلى‬       ‫في الأرض وامتداد جذورها‬
   ‫النظر هنا عن رد الفعل‬     ‫الدنيا من حواليهم‪ .‬لم يق ّدر‬   ‫بعي ًدا في أعماقها‪ ،‬على الرغم‬
                             ‫لنا أن نعرف أي ًضا شيئًا عن‬    ‫من أنها ‪-‬من ناحية رمزية‬
    ‫الذي أظهره بطلنا على‬     ‫أحلامهم ولا طموحاتهم‪ ،‬أو‬           ‫في الأقل‪ -‬قد تشير إلى‬
‫ذلك‪ ،‬فهو رد فعل ضعيف‬          ‫قل أحلامهن وطموحاتهن‪،‬‬             ‫الخصب والنماء والثمر‬
 ‫وسلبي ولم يتعد الشعور‬           ‫لأن « ِخلفة» رب الأسرة‬
                                                                              ‫المنتظر‪.‬‬
  ‫والعاطفة‪ ،‬كما لم يتطور‬         ‫كلها بنات على ما يبدو‪،‬‬        ‫كل َمن قرأ الرواية رأى‬
   ‫إلى موقف جماعي ضد‬            ‫لا رابط يربطهن بالحياة‬          ‫«بيت الياسمين» حت ًما‪،‬‬
  ‫زحف الإسمنت والحديد‬                                         ‫ولكنه رآه بعيون أصدقاء‬
 ‫على المكان المترع بالتاريخ‬

              ‫والذكريات‬

                                                      ‫هوامش الدراسة ومصادرها‪:‬‬

      ‫‪ -1‬حفيدي أحمد‪ ،‬بنية الزمان والمكان في رواية فوضى الأشياء لرشيد بو جدرة‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬
        ‫منشورة‪ ،‬كلية الآداب واللغات والفنون‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2010 /2009‬ص‪.41 ،32‬‬
                                   ‫‪ِ « -2‬نزوى» (مجلة)‪ ،‬سلطنة عمان‪ 1 ،‬نيسان ‪ ،2002‬على الموقع الآتي‪:‬‬

‫‪https://www.nizwa.com‬‬
‫‪ -3‬علي لفته سعيد‪ ،‬فهم النص من الإنتاج إلى التلقي‪ ،‬الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق‪ ،‬بغداد‪،2020 ،‬‬

                                                                                            ‫ص‪.135‬‬
    ‫‪ -4‬حمدان محسن الحارثي‪ ،‬المكان بوصفه محف ًزا سرد ًّيا وثقافيًّا‪ .‬رواية «طوق الحمام» أنموذ ًجا‪« ،‬مجلة‬

                      ‫كلية اللغة العربية بإيتاد البارود‪ ،‬جامعة الأزهر‪ ،‬العدد ‪ ،28‬الجزء ‪ ،2015 ،1‬ص‪.179‬‬
      ‫‪ -5‬مصطفى عطية جمعة‪ ،‬مصطلح المكان‪ ..‬المفهوم والسيميوطيقا‪« ،‬الرأي» (صحيفة)‪ ،‬الدوحة‪ 17 ،‬آب‬

                                                                             ‫‪ ،2014‬على الموقع الآتي‪:‬‬
‫‪https://www.alraimedia.com/article‬‬
   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214