Page 213 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 213

‫‪211‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

  ‫تهذيب الأحداث؟ وهو ما‬       ‫لسيمفونيات شهيرة‪ ،‬هذه‬
  ‫أظنه بقوة؛ ففي ظني أن‬       ‫البهجة المغلفة بشج ٍن كبير‬
   ‫الرواية قد تم مراجعتها‬    ‫تحمل لنا قم ًرا مهيبًا حزينًا؛‬
 ‫عدة مرات من ِقبل كاتبها‬     ‫يلهب مشاعر القارئ ويثير‬
                             ‫شفقته مع البطل‪ ،‬فلا يملك‬
    ‫حتى لا تؤذي أحبابه؛‬
  ‫وهو ما يدفعني دف ًعا إلى‬      ‫سوى الدعاء معه أن يتم‬
‫مناقشة مسألة مدى حرية‬           ‫الشفاء لريم‪ ،‬فيعودا كما‬
   ‫الكاتب في كتابة سيرته‬
‫الذاتيه وسيرة أقرب الناس‬                 ‫كانا دو ًما م ًعا‪.‬‬
                                     ‫على الرغم من كون‬
     ‫إليه؛ وكيفية استقبال‬    ‫«أداجيو» رواية حب حزينة‬
 ‫المجتمع والقراء لها؛ وهل‬        ‫حيث يحكي الراوي لنا‬
 ‫علينا حين نكتب أن نضع‬            ‫الشهر الأخير في حياة‬
                              ‫حبيبته؛ على الرغم من ذلك‬
      ‫كل ذلك في الاعتبار؟‬     ‫فإن الرواية لم تأخذ سمة‬
     ‫هل واجه إبراهيم عبد‬         ‫الميلودراما الفجة‪ ،‬ولكن‬
    ‫المجيد هذه الإشكاليات‬     ‫نجح إبراهيم عبد المجيد في‬
  ‫ح ًّقا حين سعى إلى كتابة‬     ‫الحفاظ على رباطة جأشه‬
‫هذه التجربة الخاصة التي‬       ‫وهو يسرد الأحداث‪ ،‬وهو‬
   ‫مر بها منذ سنوات؟ أم‬         ‫ما جعلني أتساءل‪ :‬كيف‬
 ‫أن حجم الكاتب وشهرته‬          ‫حافظ على هذه الانفعالات‬
                              ‫الإنسانية العميقة دون أن‬
      ‫الواسعة قد يغفر له‬         ‫تخرج بعنف وبصرخة‬
     ‫صراحته في مثل هذه‬         ‫صاخبة؛ كيف كانت لغته‬
      ‫الحالة فلا يكترث لما‬         ‫بهذه السلاسه وكأنه‬
‫سيقال عنه في هذا السياق!‬         ‫يحدثنا عن حد ٍث يوم ٍّي‬
  ‫إنني أفترض أن إبراهيم‬       ‫عاد ٍّي؟! كيف كانت أعماقه‬
 ‫عبد المجيد في هذه الرواية‬       ‫تمور ف ُتخرج لنا اللؤلؤ‬
  ‫لم يقل كل ما لديه حول‬           ‫دونما اقتلا ٍع للأظافر؛‬
     ‫هذه التجربة الحياتية‬    ‫دونما نوا ٍح‪ ،‬دونما صرا ٍخ؟!‬
  ‫العميقة والثرية‪ ،‬وهو ما‬    ‫كما جعلني أتساءل‪ :‬هل تم‬
    ‫جعل البعض يأخذ على‬
    ‫هذه الرواية أنها سرد‬

                  ‫عادي!‬
     ‫وختا ًما‪ ..‬أظن أن هذه‬
‫الرواية ستكون الأقرب إلى‬
‫قلب الأديب الكبير إبراهيم‬
  ‫عبد المجيد؛ لأنها في ظني‬
     ‫تحمل جز ًءا كبي ًرا من‬

                   ‫روحه‬

    ‫* أكاديمية وكاتبة من‬

                   ‫مصر‪.‬‬
   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218