Page 216 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 216

‫العـدد ‪37‬‬          ‫‪214‬‬

                                                            ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬     ‫المبدعين أو من قبل النقاد‪،‬‬
                                                                           ‫وقيمة هذا الرأي تكمن في‬
       ‫وإننا في زمن نسعى‬       ‫لكثير من العناصر المختلفة‬
     ‫فيه لتحقيق ديمقراطية‬     ‫في قالب روائي وجمالي بلغة‬                       ‫تركيزه على قيمة العمل‬
 ‫حقيقية‪ ،‬فلماذا لا نترك كل‬    ‫مفارقة في كثير من الأحيان‬                   ‫الروائي ووعي أصحابه في‬
   ‫الناس تكتب كما تريد؟»‪.‬‬                                                ‫تحديد فكرة الأجيال الأدبية‪،‬‬
                                    ‫لمرجعها خارج النص‬                       ‫فلو لجأ المتخصصون إلى‬
               ‫(ص‪)358‬‬           ‫الروائي‪ .‬فالتشكيل الأدبي‬
   ‫يحيل هذا الرأي إلى حالة‬    ‫يمر بمراحل محددة قبل أن‬                        ‫التسليم بمعيار العمر في‬
 ‫الكتابة الروائية في السياق‬      ‫ُيصيّر بنية فنية متكاملة‪.‬‬                 ‫تحديد الجيل الأدبي لأفرز‬
 ‫العربي المعاصر‪ ،‬وكيف أن‬       ‫لهذا فهو الهدف الأول قبل‬
   ‫الكتاب والأدباء يختلفون‬                                                   ‫ذلك ُكتَّا ًبا غير مجيدين‪،‬‬
   ‫حول مهمة العمل الأدبي‬                 ‫إرضاء القارئ‪.‬‬                       ‫شكلوا بدورهم عبئًا على‬
 ‫وخصو ًصا الروائي‪ ،‬فمنهم‬      ‫ويواصل إبراهيم عبد المجيد‬
‫من يراهن على كثرة المبيعات‬    ‫الدفاع عن هذه الفكرة قائ ًل‪:‬‬                            ‫المنجز الأدبي‪.‬‬
    ‫حتى على حساب القيمة‬
‫الجمالية للعمل‪ ،‬وهو ما بتنا‬      ‫«على أن ذلك لا يضايقني‬                 ‫‪ -3‬القارئ والتشكيل‬
   ‫نعيشه في المشهد الأدبي‬      ‫كما يضايق الكثيرين الذين‬                    ‫والمتعة الكاملة‪:‬‬
    ‫العربي مشر ًقا ومغر ًبا‪،‬‬
 ‫خاصة مع الانتشار المهول‬        ‫يرون في ذلك ضيا ًعا لفن‬                   ‫ويثير الروائي إبراهيم عبد‬
   ‫لدور النشر التي أسهمت‬       ‫الرواية ولجهد كبير بذلوه‪،‬‬                  ‫المجيد إشكالية أخرى نراها‬
                              ‫لا يضايقني لأكثر من سبب‬
        ‫بشكل لافت ومبالغ‬      ‫أنه لا يوجد قارئ واحد‪ ،‬أو‬                       ‫مهمة وهي التي ترتبط‬
          ‫فيه ‪-‬في كثير من‬       ‫نوع واحد من القراء‪ ،‬وإنه‬                   ‫بطبيعة العلاقة بين النص‬
           ‫المرات‪ -‬في خلق‬      ‫على طول التاريخ الروايات‬                   ‫الروائي وبين القارئ‪ ،‬حيث‬
               ‫هذه الحالة‬                                                   ‫يبدي الروائي قلقه الكبير‬
            ‫المشينة للكتابة‬       ‫الساذجة تحقق مبيعات‬                     ‫من الآراء التي تروج لفكرة‬
                  ‫الأدبية‪.‬‬     ‫أكثر‪ ،‬ما دامت تدعي بعض‬                   ‫الاستخفاف بالكتابة الروائية‬
               ‫وقسم آخر‬        ‫القضايا التي تهم القارئ‪..‬‬
             ‫يراهن بشكل‬                                                        ‫بدعوى تسهيل طريق‬
                                 ‫وإن ما حدث من تدريب‬                      ‫الوصول إلى القارئ‪ ،‬بمعنى‬
                                ‫وصل بالرواية عند بعض‬                    ‫السعي إلى تسطيح النصوص‬

                                  ‫الكتاب إلى نهاية صعبة‬                     ‫الأدبية بغية وصولها إلى‬
                                  ‫ومستغلقة على القارئ‪..‬‬                   ‫القارئ بشكل صحيح‪ ،‬فهو‬
                                                                        ‫يرى أنه «ليس معنى محاولة‬
                                                                         ‫الوصول إلى القارئ بسهولة‬

                                                                            ‫أن تستغني (الرواية) عن‬
                                                                           ‫«التشكيل» الإسهام الأول‬
                                                                        ‫عند الروائي‪ ،‬والفنان عموما»‪.‬‬

                                                                                         ‫(ص‪)358‬‬
                                                                            ‫يبين الموقف السابق مدى‬
                                                                        ‫حرص إبراهيم عبد المجيد على‬
                                                                         ‫القيمة الفنية للعمل الروائي‪،‬‬
                                                                           ‫أو ما وصفه «بالتشكيل»‪،‬‬
                                                                            ‫وهو عملية إبداعية ليست‬
                                                                            ‫متاحة بسهولة‪ ،‬إذ ترتبط‬
                                                                          ‫أسا ًسا بطريقة إعادة تمثيل‬
   211   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221