Page 218 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 218

‫العـدد ‪37‬‬                                  ‫‪216‬‬

                                                           ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬

 ‫يتعاطف مع وعي السارد‬          ‫تلعب المشهدية كتقنية‬        ‫محمد عطية‬
   ‫ليكرس حالة من حالات‬                                     ‫محمود‬
   ‫الوجود في أعطاف بنية‬      ‫دو ًرا بار ًزا في تحريك النص‬
‫مكانية وزمانية شاهدة على‬          ‫السردي‪ ،‬الذي تترابط‬      ‫مشهدية الواقع النفسي والدلالي‪..‬‬
  ‫أحداث وتوترات انفعالية‬                                       ‫في «بيت الياسمين» لإبراهيم عبد المجيد‬
  ‫وردود أفعال تمضي بها‬        ‫وتتواشج وحداته السردية‬
‫الأحداث كشريط سينمائي‪،‬‬          ‫المعانقة لعنصري الزمان‬
  ‫ما يدخل الرواية إلى حيز‬      ‫والمكان؛ كي تمثل نسيجه‬

     ‫التفاصيل التي يعتمد‬     ‫العام‪ ،‬وتظاهرها البيئة التي‬
     ‫عليها السرد الروائي‬         ‫يرصدها السارد كمناخ‬
  ‫من خلال آلياته‪ ،‬لترويج‬
    ‫فكرة السارد أو إقناع‬       ‫لنصه‪ /‬حاضن له؛ بحيث‬
    ‫المتلقي للدخول في هذه‬     ‫يبدو ذلك من خلال عوامل‬
 ‫المتاهة الحقيقية التي ربما‬    ‫التأثير والتأثر بين المكان‬
     ‫حركتها نوازع نفسية‬
 ‫معقدة وضاربة بجذورها‬           ‫والسرد بشخوصه‪ ،‬وما‬
      ‫في تاريخ الشخصية‬          ‫يربط ذلك من أحداث قد‬
 ‫وتاريخ المكان كأثر لمرور‬     ‫تدور على مستويي الظاهر‬
‫الزمن وتقاطعه مع كل تلك‬      ‫والباطن‪ ،‬وما يستتبعه ذلك‬
                              ‫من فكرة ربما كانت عبثية‬
                ‫الأحداث‪.‬‬       ‫أو واقعية تستمد عبثيتها‬
           ‫في رواية «بيت‬         ‫من مفردات هذا الواقع‪،‬‬
     ‫الياسمين»(‪ )1‬للروائي‬    ‫ربما اتسقت مع هذا الواقع‬
      ‫إبراهيم عبد المجيد‪،‬‬      ‫الروائي النفسي‪ /‬الداخلي‬
‫وانطلا ًقا من العنوان يمثل‬       ‫الذي ربما كان مغاي ًرا‪،‬‬
 ‫المكان بنية أساسية يعتمد‬     ‫والمرئي أو المشاهد الشاهد‬
   ‫عليها السرد في التوثيق‬     ‫على التفاصيل‪ /‬الخارجي؛‬
     ‫لهذه العلاقة بين دالة‬     ‫ليقوم النص الروائي هنا‬
 ‫المكان المادية‪ ،‬ودالة زهرة‬      ‫بدوره في رصد حالات‬
 ‫الياسمين المعنوية‪ ،‬كرغبة‬         ‫متباينة من التعبير عن‬
 ‫في العيش أو الاقتراب من‬        ‫حالات خارجة من رحم‬
   ‫ملمح اليوتوبيا بالتماس‬        ‫المكان وتجلياته المؤثرة‬
  ‫المكان المفضل‪ /‬المشتهى‪،‬‬     ‫بالطبع على توترات الحالة‬
        ‫والرامز أو المعادل‬   ‫النفسية التي ربما صاحبت‬
   ‫الموضوعي الذي يكرس‬             ‫النص السردي لتعطيه‬
 ‫لفكرة الحلم المتناقض مع‬       ‫نكهته الخاصة‪ ،‬من خلال‬
    ‫المكان‪ /‬البيئة المحيطة‪،‬‬
  ‫الذي ربما أدخلنا في لعبة‬              ‫ثيمات متعددة‪.‬‬
  ‫الديستوبيا‪ /‬المكان الذي‬       ‫ما يعبر إلى حد بعيد عن‬
    ‫يستشري فيه الفساد‪،‬‬          ‫مستويات الوعي بالمكان‬
                             ‫وشخوصه الواقعة في أسر‬
                                 ‫حالات إنسانية متباينة‬
                                 ‫من خلال الرصد الدال‬
                             ‫والزاخر بالتفاصيل‪ ،‬والذي‬
   213   214   215   216   217   218   219   220   221   222   223