Page 222 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 222

‫أو تصلني‪ .‬ذبلت الزهور‬                                         ‫العـدد ‪37‬‬                             ‫‪220‬‬
  ‫وأوراق الشجر صارت‬
                                                                                 ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬   ‫الاستيعاض النفسي لإزاحة‬
‫متربة سقط معظمها على‬                                                                            ‫ما بداخله من اضطرابات‬
    ‫الأرض بجوار السور‬           ‫عدم الاتزان والتوقف في‬
                               ‫ذات اللحظة لتكرار سؤال‬                                         ‫يتعامل معها النص الروائي‬
 ‫وجف وانتشر في عرض‬             ‫الذات ومحاولة محاكمتها‬                                                    ‫بمهارة‪ ،‬ودربة‪:‬‬
  ‫الطريق ودسته بقدمي‬           ‫أو جلدها على حد السواء‪،‬‬
  ‫فسمعته يتكسر تحتها‬          ‫لكن النتيجة تكون التمادي‬                                          ‫«كثير من الناس يحبون‬
   ‫كأنه قشر الفول‪ ..‬على‬                                                                          ‫السير في الطرق الممهدة‬
 ‫البوابة رأيت قف ًل كبي ًرا‪،‬‬     ‫في تلك الحالة التي يجد‬                                         ‫حتى لو كانت لا تنتهي‪.‬‬
   ‫وأضاء لي عمود النور‬         ‫فيها السارد ذاته المشوهة‬                                      ‫المهم أن تكون ممهدة وليس‬
                                                                                              ‫مه ًّما بلوغ نهايتها‪ ،‬وربما‬
      ‫الوحيد في الشارع‪،‬‬             ‫الرافضة للتوقف عن‬                                         ‫الأمر كما قال عبد السلام‪،‬‬
 ‫والموجود أمام بيت عبد‬            ‫الطموح المريض‪ ،‬برغم‬                                          ‫فبعد سن الثلاثين تخبو‬
‫السلام‪ ،‬مواسير الصرف‬               ‫أن الصراع النفسي لا‬                                        ‫شعلة الطموح‪ ،‬ويستسلم‬
 ‫على جدار بيت الياسمين‬         ‫يتوقف ويظل يمد بآثارها‬                                          ‫الإنسان إلى الوضع الذي‬
                                                                                                ‫انتهى إليه‪ ،‬ولا يستطيع‬
    ‫الذي سقط ملاطه في‬                        ‫الانفعالية‪:‬‬
‫أكثر من موضع‪ ،‬ونشعت‬              ‫«أخذتني قدماي الليلة‬                                               ‫الخروج عن ذلك إلا‬
                              ‫إلى الشارع الذي هجرته‪.‬‬                                                       ‫بالجنون»(‪.)8‬‬
      ‫المياه فيه وتكلست‬
                                   ‫رأيت بيت الياسمين‬                                            ‫بيت الياسمين‪..‬‬
                              ‫مظل ًما تما ًما‪ .‬لم تعد هناك‬                                      ‫الوطن المهجور‬
                              ‫رائحة يتقدم نحوها أنفي‬
                                                                                                ‫تنطلق الحكمة المبررة هنا‬
                                                                                                 ‫لتكرس لمفهوم جديد من‬
                                                                                                  ‫مفاهيم الشخصية التي‬
                                                                                                ‫تتصاعد أزمتها مع فلسفة‬
                                                                                             ‫وجودها في هذا الحيز الفاسد‬
                                                                                              ‫على مستويي المكان‪ /‬الذات‪،‬‬
                                                                                                ‫فكل الدلائل تسير بها إلى‬
                                                                                                 ‫الدخول في غمار الجنون‬
                                                                                               ‫الذي تأسس في عمق الذات‬
                                                                                                  ‫منذ أمد بعيد‪ ،‬فإشكالية‬
                                                                                              ‫الفساد التي تطرح وجودها‬
                                                                                               ‫على التصرفات والانفعالات‬
                                                                                             ‫النفسية تتجاور معها سمة‪/‬‬
                                                                                               ‫مسحة الفساد على مستوى‬
                                                                                               ‫الظاهر المادي الماثل للعيان‪،‬‬
                                                                                               ‫فالحكمة المكتسبة هنا تأتي‬
                                                                                              ‫لكي تبرر الحالة التي وصل‬

                                                                                                   ‫إليها السارد من خلال‬
                                                                                                 ‫ممارساته التي تؤدي إلى‬
   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226   227