Page 227 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 227

‫‪225‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

 ‫اختفاء وهلاك شخصيتي‬            ‫اهتم الكاتب الكبير‬           ‫شخصية المرأة وتحولاتها الاجتماعية‬
  ‫جابر وحامد اللذين هربا‬                                          ‫في رواية المسافات‪..‬‬
                            ‫ابراهيم عبد المجيد في رواية‬
     ‫إلى المدينة‪ ،‬وهي اسم‬        ‫«المسافات» ‪-‬الصادرة‬         ‫د‪.‬موج يوسف‬
      ‫لفصل مستقل‪ ،‬وهو‬
  ‫منطلق التحولات الكبيرة‬      ‫بطبعتها الأولى عام ‪1982‬‬        ‫العراق‬
  ‫وفضح الأسرار المختفية‬        ‫عن دار الشؤون الثقافية‬
 ‫في المكان الهامشي‪ ،‬سيما‬
   ‫نساء الرواية ‪-‬نوضحه‬           ‫في العراق‪ -‬بالجوانب‬
  ‫لاح ًقا‪ -‬وقد جاء الفصل‬        ‫الاجتماعية وتحولاتها‪،‬‬
    ‫الأخير بعنوان القيامة‬   ‫وكان المكان الحجر الأساس‬
     ‫ليشهد جنائزية الشر‬       ‫لهذه التحولات‪ ،‬حيث أخذ‬
‫ويؤكد سطوة القدر ويبقى‬         ‫طابع العداء وال ّشر وب َّث‬
 ‫فقط من عاش بنقاء‪ ،‬وهو‬          ‫لعنته على ال ّشخصيات‪.‬‬
  ‫الأمل الوحيد في الوجود‪،‬‬     ‫الرواية كتبت بتقنية تعدد‬
‫وقد تمثل بشخصية (علي)‬            ‫الأصوات‪ ،‬واتكأت على‬
      ‫الذي بحث عن سبب‬           ‫شخصيات مركزية من‬
   ‫اختفاء القطار عن بلدته‬     ‫الرجال والنساء ولم نجد‬
   ‫فكان لهذا الأخير الدور‬      ‫تفاو ًتا بينهم إلا قلي ًل في‬
     ‫الكبير في هجر البلدة‬      ‫تأدية الأدور‪ .‬بدأ الفصل‬
‫والذهاب إلى المدينة وكشف‬
   ‫أسرار نساء بلدته‪ .‬بعد‬          ‫الأ ّول بافتتاح مشهد‬
    ‫هذا الاستهلال قد يقع‬    ‫الاحتفال والذي اقتصر على‬
‫القارئ بحيرة وتساؤلات‪،‬‬
    ‫منها‪ :‬هل المكان خيالي‬     ‫الأطفال والنساء‪ ،‬فظهرت‬
  ‫وأسطوري وشخصياته‬              ‫عناوين فرعية بالفصل‬
 ‫كذلك؟ ولماذا ركز الروائي‬
  ‫على المرأة وعبرها ظهرت‬     ‫باسم الشخصيات (سعاد‪،‬‬
  ‫التحولات الاجتماعية في‬     ‫ليلى‪ ،‬زيدان‪ ،‬عبد الله‪ ،‬علي‪،‬‬
   ‫مصر؟ في زمن لم يحدد‬        ‫الشيخ مسعود‪ ،‬زينب‪ ،‬أم‬
   ‫وإنما ترك الشخصيات‬
     ‫تبوح بالحوادث التي‬           ‫جابر‪ ،‬جابر وحامد)‪.‬‬
                                  ‫من الافتتاح ينكشف‬
               ‫وقعت به‪.‬‬          ‫الغطاء على الصراعات‬
                               ‫المشحونة بفعالية المكان‪،‬‬
‫المرأة المركز والمكان‬              ‫فيأتي الفصل الثاني‬
      ‫الهامش‬                 ‫بتحولاته متدر ًجا في زيادة‬
                                  ‫الاشتباكات ومحاولة‬
    ‫يفرض المكان حضوره‬           ‫الهروب من لعنة المكان‬
  ‫على المرأة فإما أن يسمح‬         ‫الذي ليس هو بمدينة‬
                                ‫ولا صحراء‪ ،‬وإنما على‬
      ‫لها باعتلاء المركزية‬        ‫هامش المدينة؛ لتقوم‬
                               ‫تلك الشخصيات بالتنبؤ‬
                             ‫بمصيرها بفصل الخروج‪،‬‬
                                ‫فيتعبه فصل الصحراء؛‬
                                  ‫ليحقق النبؤات ومنها‬
   222   223   224   225   226   227   228   229   230   231   232