Page 226 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 226

‫العـدد ‪37‬‬         ‫‪224‬‬

                                                          ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬  ‫التطهر والاعتراف والتماس‬
                                                                      ‫المعذرة‪ ،‬نظ ًرا لكل العوارض‬
‫سارد الرواية‪ ،‬والذي يعبر‬          ‫تؤكد في نهاية المشهد‬                 ‫والتراكمات التي أدت لذلك‬
  ‫عن الضمير الإنساني في‬      ‫الروائي على القيمة الدلالية‬
                             ‫لهذا المكان‪ /‬الرمز المصغر‬                  ‫عبر صفحات كتاب حياته‬
‫حالة رفضه لتلك التحولات‬                                                 ‫التي أتت كاعتراف طويل‬
    ‫التي من شأنها تشويه‬                        ‫للوطن‪:‬‬                    ‫المدى مغرق في الصراحة‬
    ‫علاقة الإنسان بالمكان‪،‬‬  ‫«ومضيت‪ .‬ما كدت أبتعد‬                      ‫المنغمسة في السخرية وجلد‬

  ‫والذي يرمز به لمعنى من‬        ‫عنه حتى زفرت زفرة‬                                         ‫الذات‪.‬‬
    ‫معاني الوطن في حقبة‬        ‫طويلة وفكرت أن أعود‬                      ‫تلك السمة التي تصاعدت‬
      ‫زمنية محددة تتجلى‬         ‫بلا صيد‪ .‬ما معنى أن‬                      ‫وتيرتها على مدار السرد‬
    ‫فيه أيديولوجية النظرة‬                                               ‫الروائي الذي جاء كقطعة‬
                                 ‫يأتي هذا الصاعد من‬
‫الإبداعية المكرسة لوجودها‬   ‫الأزقة العفنة ويمتلك بي ًتا‬                    ‫واحدة منسابة تتوقف‬
‫في الواقع الإنساني المقترن‬                                                    ‫لتلتقط أنفاسها عبر‬
                               ‫أقدم من عمري وعمرك‬
  ‫بعنصري الزمان والمكان‬        ‫كما قال «عبد السلام»؟‬                      ‫محددات الزمان والمكان‬
                     ‫م ًعا‬   ‫لكني سرت في طريقي‪ .‬لا‬                     ‫التي تعطي للنص السردي‬
                             ‫يجب أن يخيب إحساسي‬
          ‫الهوامش‪:‬‬             ‫بالهواء النقي الفرحان‬                       ‫شرعية وجوده كقطعة‬
                                                                           ‫إنسانية يقدمها النص‬
 ‫‪ -1‬بيت الياسمين‪ ،‬رواية‪،‬‬          ‫حولي‪ ،‬ولا بالفضاء‬                     ‫الروائي كشريط سينمائي‬
   ‫إبراهيم عبد المجيد‪ ،‬دار‬       ‫الواسع الأكبر من كل‬                       ‫لا يتوقف عن الدوران‬
  ‫الفكر للدراسات والنشر‬           ‫شيء‪ ،‬وليمتلك بيت‬                       ‫والتماس الزوايا الصعبة‬
        ‫والتوزيع‪.1986 ،‬‬         ‫الياسمين كل لصوص‬                          ‫والمفتوحة في نفس الآن‬
       ‫‪ -2‬الرواية ص‪.13‬‬      ‫العالم‪ ،‬فلن يوجد شخص‬                         ‫لتعطي هذا الانطباع عن‬
       ‫‪ -3‬الرواية ص‪.28‬‬      ‫أب ًدا في كآبة صاحب البيت‬                       ‫أهمية المكان في كونه‬
      ‫‪ -4‬الرواية ص‪.50‬‬                                                    ‫رم ًزا مصغ ًرا لما يمكن أن‬
       ‫‪ -5‬الرواية ص‪.60‬‬                     ‫القديم»(‪.)15‬‬               ‫نسميه وطنًا بالمعنى الدلالي‬
       ‫‪ -6‬الرواية ص‪.86‬‬      ‫حيث تحقق رمزية العنوان‪/‬‬                         ‫والرمزي‪ ،‬ومن خلال‬
              ‫‪ -7‬ص‪.86‬‬                                                  ‫تيمات الوصف والتفاصيل‬
              ‫‪ -8‬ص‪.88‬‬          ‫القضية الأساسية للنص‬                      ‫التي تعمق تلك المشهدية‬
         ‫‪ -9‬ص‪.97/96‬‬         ‫الروائي معادلة وجوده على‬                       ‫المؤسسة لكتابة النص‬
            ‫‪ -10‬ص‪.101‬‬       ‫المستويين‪ :‬النصي الروائي‪،‬‬                 ‫الروائي‪ ،‬وبتلك التقنية التي‬
            ‫‪ -11‬ص‪.104‬‬                                                 ‫تتراوح بين اللهاث والركون‬
            ‫‪ -12‬ص‪.116‬‬              ‫والتكريس والشحن‬                       ‫إلى التفاصيل المملة التي‬
            ‫‪ -13‬ص‪.124‬‬        ‫الإنساني لحالة من حالات‬                   ‫تنعكس من حالات الخمول‬
            ‫‪ -14‬ص‪.133‬‬                                                       ‫التي قد تكون انتابت‬
            ‫‪ -15‬ص‪.137‬‬            ‫الواقع أو المصائر التي‬                ‫الشخصية الساردة‪ ،‬والتي‬
                                 ‫ترتكن لتلك التحولات‪،‬‬
                             ‫كعلامة تقف في وجه رياح‬
                            ‫تغيير أخرى عاتية تأتي من‬
                              ‫الخارج لتلقي بظلالها على‬
                             ‫الداخل المتأثر بتلك الأهمية‬
                            ‫التي يمثلها المكان في ضمير‬
   221   222   223   224   225   226   227   228   229   230   231