Page 212 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 212

‫نهاية حياة الزوجة الحبيبة‬                                    ‫العـدد ‪37‬‬                       ‫رواية «أداجيو» لإبراهيم عبد المجيد؛‬           ‫‪210‬‬
  ‫أصبحت قاب قوسين أو‬                                                                              ‫تثير تساؤلات حول الكتابة الذاتية‬
   ‫أكثر؛ حينها يفقد الأمل‬                                                        ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬                                       ‫د‪.‬فاطمه الحصي‬
     ‫الذي ظل متمس ًكا به‬
  ‫وافتتح به الرواية‪ ،‬وكان‬      ‫يسجل الكاتب الكبير‬
   ‫فشل العمال في تركيب‬
 ‫السيراميك الذي يضعونه‬        ‫إبراهيم عبد المجيد في هذه‬
 ‫على الأرض يو ًما بعد يوم‬      ‫الروايه قصة حب كبيرة‪،‬‬
 ‫له دلالته الكبيره حيث لا‬
          ‫أمل من العلاج‪.‬‬          ‫يهتم فيها البطل بحال‬
  ‫الأمر لا يخلو من بعض‬        ‫الحبيبة‪ ،‬وهو عمل ندر أن‬
                              ‫نجده بمجتمعاتنا العربية؛‬
‫البهجة المغلفة بشج ٍن كبير‬
    ‫تتهادى داخل الرواية؛‬         ‫وسبب ندرته يعود إلى‬
                               ‫أننا نحن بنات المجتمعات‬
  ‫حين يتجول بنا إبراهيم‬      ‫العربية عرفنا التضحية من‬
‫عبد المجيد في بلا ٍد مختلفة‬     ‫خلال أمهاتنا وشقيقاتنا‬
 ‫مع حبيبته عازفة البيانو؛‬    ‫وخالاتنا وعماتنا فقط؛ نعم‬
 ‫عبر ذكريا ٍت مضت معها‬       ‫تعودنا على تضحيات المرأه‬
 ‫هنا وهناك؛ وهى ذكريات‬          ‫العربية وإيثارها لرجلها‬
                             ‫وأبناءها على أي شيء آخر‪.‬‬
   ‫يتماهى فيها عبق الحب‬      ‫أما أن يضحي رج ُل شرقي‬
‫والإخلاص والتفاني؛ فمن‬          ‫على شاكلة (سامر) بطل‬
                               ‫الرواية‪ ،‬فهذا ‪-‬والله‪ -‬ما‬
    ‫باريس إلى اليونان إلى‬
  ‫الإسكندرية التي يتوقف‬                   ‫ندر أن نراه‪.‬‬
   ‫فيها كثي ًرا بحكم انتقال‬      ‫ومن بين ما أستوقفني‬
 ‫أبطال الرواية للحياة بها‪،‬‬    ‫في رواية (أداجيو) اختيار‬
‫ولمعرفته الجيدة بشوارعها‬          ‫الكاتب لـ»تيمة» المياه‬
                              ‫النازحة في المنطقة بأكملها‬
    ‫وأسواقها ومساجدها‪،‬‬
  ‫كما تلوح لنا هذه البهجه‬          ‫يو ًما بعد يوم؛ يصنع‬
 ‫المغلفة بشج ٍن كبير أي ًضا‬        ‫الكاتب من طفح المياه‬
 ‫في الحس الصوفي الزاهد‬         ‫الجوفية الذي ينضح من‬
   ‫الذي صبغت المحنة بها‬           ‫أعماق الأرض فيؤذي‬
 ‫روح البطل سامر‪ ،‬فنجده‬             ‫المباني ويخرب البنية‬
  ‫يغدق العطاء على السائق‬           ‫التحتية للمنطقة تيمة‬
‫وعلى سيدة المنزل وابنتها‪،‬‬    ‫للتعبير عن مرض السرطان‬
  ‫كما تلوح لنا تلك البهجه‬          ‫حين ينهش في جسد‬
                               ‫المريض ويجعله كالتفاحة‬
      ‫المغلفة بالشجن عبر‬          ‫العطبة «المخوخة»؛ أما‬
   ‫الموسيقى التي تلازمنا‬      ‫الشروخ الموجودة بحوائط‬
‫على صفحات الرواية؛ وهو‬         ‫المنزل فهي ذاتها الشروخ‬
   ‫ما يدفع القارئ للبحث‬        ‫التي في روح بطل الروايه‬
 ‫عن هذه الموسيقى أو تلك‬        ‫(سامر) الذي يأمل شفاء‬
    ‫على جوجل واليوتيوب‬        ‫زوجته وحبيبته التي ترقد‬
  ‫والساوندكلاود ليشنف‬            ‫طوال الرواية في انتظار‬
                               ‫صعود روحها‪ ،‬وقد تجلى‬
     ‫أذنه بما يوشوش به‬             ‫هذا المدلول في خاتمة‬
 ‫الروائي الكبير من أسماء‬       ‫الرواية‪ ،‬حين يبدأ العمال‬
                              ‫في علاج وتجفيف الأرض‬
                              ‫بالمنزل؛ و يتيقن البطل أن‬
   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217