Page 204 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 204

‫العـدد ‪37‬‬         ‫‪202‬‬

                                                          ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬    ‫الواضح عن ذاك الصعود‬
                                                                      ‫السريع حاض ًرا بقوة كذلك‪.‬‬
‫الآن غير سفينة وحيدة في‬      ‫حسنين في «مقهى اللنش»‪.‬‬
  ‫مدى البصر فيبدو بحق‬        ‫باغته حسنين بسؤال أثبت‬                       ‫فعندما مازح «شجرة»‬
 ‫سيد الكون‪ .‬قل ُت يا بحر‬                                                      ‫أصدقاءه في المقهى‬
                                ‫لنا من خلاله أن بيته لا‬
‫سأعلّم ابني فيك السباحة‬          ‫يبعد كثي ًرا عن المقهى‪:‬‬                 ‫بقوله إنه سيقصد عبده‬
 ‫في الشتاء الذي هو قادم‬      ‫‪ -‬أنت هنا قريب من بيتي‬                    ‫الفاكهاني‪ ،‬وهو أحد تجار‬
                                                                      ‫الحمضيات‪ ،‬ليزوجه‪« :‬أجل‪.‬‬
     ‫فيه»‪ .‬وبعد أن ُيع ِمل‬               ‫ولا تزورني؟‬                  ‫يبيعني امرأة ويشتريني!»‪،‬‬
‫المخيال في الحديث إلى ابن‬       ‫قبل أن يرد عليه ع ّرف‬                   ‫ر ّد عليه ماجد بكل جدية‪:‬‬
                             ‫زملاءه العمال الذين كانوا‬
   ‫لم ير النور بعد‪ ،‬يعود‬         ‫يشاطرونه جلسته به‪:‬‬                      ‫«عبده الفاكهاني لا يهتم‬
  ‫إلى ملامسة مكان آخر‪:‬‬                                                    ‫بهذه الأشياء الصغيرة‪،‬‬
 ‫«وقفز ُت في الهواء وعدت‬           ‫‪ -‬حسنين صديقي‪.‬‬                         ‫إنه يضارب في أراضي‬
  ‫داخ ًل إلى حجرة المطبخ‬          ‫لم يطل المقام بهما في‬                 ‫العجمي واشترى مؤخ ًرا‬
‫حيث تقف {زوجتي} نوال‬              ‫المقهى‪ .‬وقفا خارجه‪،‬‬                     ‫خمسة أفدنة في شاطئ‬
 ‫مكورة البطن تعد افطا ًرا‬       ‫فعاد حسنين إلى سؤال‬                     ‫«أبو يوسف» وخمسة في‬
‫شهيًّا {قضى بعض الوقت‬                                                    ‫شاطئ «أبو تلات»‪ .‬فيما‬
   ‫يمازحها قبل أن ينطلق‬                     ‫«شجرة»‪:‬‬                    ‫بعد‪ ،‬علّق «شجرة» على ما‬
                            ‫‪ -‬لماذا لم تأت؟ لقد رشحت‬                   ‫قاله صديقه‪« :‬عرف ماجد‬
    ‫خارجا}‪ .‬نزل ُت فرأي ُت‬                                               ‫ذلك من زبائن الصيدلية‬
     ‫الفضاء يفتح ذراعيه‬          ‫لك ابتهال فتاتين وكنا‬                    ‫من البدو الذين صاروا‬
‫ضاح ًكا بالصفاء‪ ..‬مشيت‬        ‫رتبنا كل شيء (في سياق‬                    ‫يركبون البيجو ويعيشون‬
  ‫فكدت أصطدم بالمقدس‬
  ‫يحيى قاد ًما من الشارع‬       ‫محاولته وزوجته تدبير‬                              ‫في الفيلات»(‪.)25‬‬
‫القديم الذي لم أعد أمشي‬                ‫زواج لشجرة)‪.‬‬                    ‫يجد «شجرة» نفسه وسط‬
     ‫فيه»(‪ .)28‬ولأن قصة‬
   ‫المدعو «المقدس يحيى»‬             ‫‪ -‬لماذا لم تخبرني؟‬                     ‫حياة متدفقة بتفاصيل‬
 ‫لا تنفصل عن قصة بطل‬           ‫‪ -‬حضر ُت أكثر من مرة‬                        ‫يكون من شأنها ربطه‬
   ‫الرواية الرئيس الثاني‬    ‫فلم أجدك‪ ،‬لا في المقهى ولا‬                  ‫بالمكان مرات ومرات‪« :‬في‬
   ‫«بيت الياسمين»‪ ،‬فإننا‬                                                 ‫تلك الليلة سمع ُت حركة‬
    ‫سنعالجها في سياقه‪.‬‬                       ‫في البيت‪.‬‬                  ‫في الشقة المقابلة لشقتي‪.‬‬
    ‫اسم «بيت الياسمين»‬              ‫‪ -‬وما العمل الآن؟‬                      ‫في الصباح‪ ،‬وكان يوم‬
 ‫في الرواية ورد أول مرة‬            ‫‪ -‬لا شيء‪ .‬تزوجت‬                       ‫جمعة‪ ،‬وقف ُت في الشرفة‬
   ‫في سياق حديث أجراه‬           ‫الفتاتان‪ .‬موسم صيف‬                          ‫في نيتي أن أتطلع إلى‬
   ‫«شجرة» وصديقه عبد‬        ‫والعائدون من دول البترول‬                      ‫البحر‪ .‬رأي ُت أربع نساء‬
    ‫السلام وهما يغادران‬         ‫لا يبقون على شيء(‪.)27‬‬                  ‫صغيرات جميلات ينشرن‬
    ‫المقهى في طريقهما إلى‬         ‫يبدو أنه قد تزوج في‬                 ‫الغسيل في وقت واحد أمام‬
     ‫الشارع الذي يعيش‬           ‫النهاية‪ ،‬وأنه رزق بولد‬                 ‫الشرفات ويتبادلن التحية‬
  ‫عبد السلام في منتصفه‬        ‫أو أنه ينتظر ذلك‪ .‬يكشف‬                   ‫والابتسام»(‪ ،)26‬لنعرف أنه‬
‫و»شجرة» في نهايته التي‬       ‫لنا الأمر عندما راح يتأمل‬                   ‫كان على موعد جديد مع‬
‫تطل على البحر‪« .‬شجرة»‬        ‫مكا ًنا له سطوة استثنائية‪:‬‬                ‫الأنثى‪ .‬هذا ما نكتشفه من‬
  ‫هو الذي افتتح الحديث‪:‬‬         ‫«وقف ُت في الشرفة أملأ‬                ‫الحوار الذي دار بينه وبين‬
  ‫‪ -‬ماذا تعرف عن الفيلا‬      ‫عين ّي بالبحر الذي استيقظ‬
                              ‫مبك ًرا معي اليوم ودعاني‬
                               ‫أنظر إليه‪ .‬مريح ومرتاح‬
                               ‫دائ ًما هذا البحر لا يحنق‬
                             ‫ولا يفرح لأحد‪ .‬ليس فوقه‬
   199   200   201   202   203   204   205   206   207   208   209