Page 202 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 202
العـدد 37 200
يناير ٢٠٢2 أداة لتكريم أقرب الناس
إلى نفسه« :رأيت أمي تقف
العكس ،فقد بدا مشدو ًها جنيهان ،فإن أحدهما يكون
بالشقة« :وللمرة المائة من نصيب بطلنا ،وبذلك متعبة على باب الحجرة
تتأملني ..قل ُت لنفسي لو
وربما أكثر لم أستطع أن أضحى الأوتوبيس والمكان يزور الرئيس الإسكندرية
أمنع نفسي من النظر إلى الذي يقف فيه ،الموضعين
الغرف الأربعة الواسعة، في عيد الأم»(.)20
اللذين يستغل فيهما ويظل المكان يتشظى
والصالة الفسيحة، «شجرة محمد علي» العمال ويتفرع كلما تعددت
والجدران المدهونة بالزيت في حاجتهم ،بدليل أنه يأخذ المناسبات الرسمية التي
الفضي ،والحمام الواسع منهم ما يأخذه بغير وجه يشترك فيها «شجرة محمد
الذي يرتفع فيه القيشاني حق برضاهم وسكوتهم عن علي» وزملاؤه العمال:
«تقرر أن أقف بهم يوم
الوردي إلى منتصفه، التذمر والشكوى. السادس والعشرين من
والذي يلمع السيراميك يتنقل بنا البطل نفسه من يوليو على طريق جمال
على أرضيته ،والبانيو بيته إلى محل عمله ،ومن عبد الناصر عند محطة
الكبير ،والدش المتحرك»، سيدي جابر حيث سينزل
ليتابع من هناك التفاصيل محل عمله إلى بيته ثم السادات من القطار الخاص
الأخرى لحياته في أمكنة إلى المقهى لمقابلة صديقيه متجها إلى المعمورة .عند
تقاطع شارع السبع
جديدة« :خرج ُت إلى حسنين وعبد السلام، بنات مع سوق الحقانية
الشاطئ ..توقعت مقابلة ليعود إلى بيته من جديد. أوقفت الأوتوبيس.
{أصدقائي} ماجد وحسنين أعطيت كل عامل جني ًها
وعبد السلام فلم يأتوا. وفي إحدى المرات أظهر واح ًدا .استغرقت وقتًا
جلس ُت وحدي بكازينو عز ًما على تغيير مكان فامتلأ الشارع بالسيارات
سكنه« :قل ُت لأمي سوف الصارخة»( ،)21لأنه أطال
بيسو» ،وربما انثالت أبيع البيت ..سأستأجر تكرار ما يفعله في كل مرة
ذاكرته بسني الطفولة شقة واسعة بالجهة في مناسبات كهذه .فالإدارة
البحرية» ،فجاءت موافقتها
والفتوة وهو جالس إيذا ًنا له بالشراء والانتقال دأبت على
وحده ،بكل ما للمكان من إلى الشقة الجديدة ،من إعطائه مبل ًغا
دون أن يظهر عاطفة
حضور لا يستهان به تعلق بالبيت القديم .على من المال
في تداعياته« :كن ُت أملأ لينفقه على
العمال في
الطريق ،لكنه
تعود على
مقاسمة كل
عامل المبلغ
المخصص له،
فإذا كانت
حصة العامل