Page 295 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 295

‫ل َّما كان فينسنت يعتقد أن والدته‬                                             ‫شديد القسوة‪ .‬فقد عمد خلال‬
  ‫تعده ول ًدا سي ًئا شديد القسوة‪.‬‬                                               ‫الحالة الذهانية المحيطة بهذا‬
  ‫فقد عمد خلال الحالة الذهانية‬                                                 ‫الحادث‪ ،‬إلى قطع أذنه‪ ،‬وربما‬
‫المحيطة بهذا الحادث‪ ،‬إلى قطع‬
   ‫أذنه‪ ،‬وربما استنا ًدا لعمليات‬                                            ‫استنا ًدا لعمليات التفكير الرمزي‬
  ‫التفكير الرمزي البدائي‪ ،‬تعبيًرا‬                                              ‫البدائي‪ ،‬تعبي ًرا عن الرغبة في‬

‫عن الرغبة في أن تنظر إليه والدته‬                                             ‫أن تنظر إليه والدته بشكل أكثر‬
‫بشكل أكثر إيجابية‪ .‬إذ إن العقل‬                                                ‫إيجابية‪ .‬إذ إن العقل اللاواعي‬
‫اللاواعي يميل إلى اعتبار البروزات‬                                         ‫يميل إلى اعتبار البروزات الجسدية‬
‫الجسدية رموًزا ذكورية وعدوانية‬                                            ‫(‪ )protuberances‬رمو ًزا ذكورية‬
                                                                              ‫وعدوانية‪ ،‬فقد يكون في إزالته‬
 ‫تلك القطعة الميتة من جسده‪ ،‬يكرر‬         ‫قد يرجع إلى مرض في الأعصاب‬           ‫إخبا ًرا للعاهرة‪ ،‬بوصفها بدي ًل‬
 ‫فينسنت هذا المشهد بشك ٍل رمزي‪.‬‬          ‫داخل الأذن‪ .‬وهكذا‪ ،‬يمكن القول‬         ‫رمز ًّيا لأمه‪ ،‬وأنه لم يعد ذلك‬
                                       ‫بأنه قطع أذنه وهو يخضع لإحدى‬          ‫الصبي الخشن العدواني‪ ،‬الذي‬
         ‫لعل هذه التفسيرات تمثل‬           ‫النوبات ال ُذهانية‪ ،‬بهدف إسكات‬     ‫كرهته في السابق‪ ،‬بل إنه صار‬
  ‫التفسيرات السيكولوجية الأبرز‪،‬‬                                               ‫بالأحرى شخ ًصا عاج ًزا‪ ،‬قاب ًل‬
  ‫ويقف جنبًا إلى جنب معها تفسير‬             ‫الأصوات المزعجة التي كانت‬
   ‫تاريخي افتراضي مفاده أن ڤان‬                                  ‫تنتابه‪.‬‬           ‫للاختراق والبتر والجرح‪.‬‬
 ‫جوخ‪ ،‬لم يقدم على بتر أذنه‪ ،‬وإنما‬                                              ‫ومما يعزز من مصداقية هذا‬
                                        ‫التفسير العاشر‪ :‬تستند تفسيرات‬     ‫التفسير أن فينسنت ولد عقب وفاة‬
     ‫تورط جوجان في ارتكاب هذه‬            ‫عدة إلى حالة الهوس الديني التي‬       ‫أحد أشقائه‪ ،‬وكان ُيدعى أي ًضا‬
     ‫الفعلة الشنيعة (راجع‪ :‬شاكر‬           ‫كانت تتملك ڤان جوخ‪ ،‬ومن ثم‬          ‫فينسنت‪ ،‬بعام واحد بالضبط‪.‬‬
     ‫عبد الحميد‪ ،2020 ،‬وتحدي ًدا‬                                            ‫وهو ما يدعم تصوره بكونه غير‬
‫صفحة ‪ .)176‬ويستند البعض لهذا‬                 ‫يفسرون بتره لأذنه بوصفه‬         ‫محبوب من قبل أ ٍم استمرت في‬
‫التفسير إلى مغادرة جوجان للمدينة‬        ‫محاكاة ِلا جاء في الكتاب المقدس‪،‬‬     ‫الحزن على الابن المثالي الضائع‪.‬‬
 ‫في اليوم ذاته الذي وقعت فيه هذه‬        ‫من قطع سمعان بطرس ‪Simon‬‬              ‫ومن ثم‪ ،‬فقد يمثل بتر جزء منه‬
 ‫الحادثة‪ ،‬إضافة إلى أنه كان ُمبار ًزا‬                                        ‫أو من ذاته محاولة لكسب حب‬
     ‫محتر ًفا يتوقع أنه ضرب أذنه‬           ‫‪ Peter‬أذن ملخس ‪Malchus‬‬         ‫والدته‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬قد يمثل‬
 ‫بالسيف‪ ،‬ولو من غير قصد‪ ،‬الأمر‬            ‫خادم رئيس الكهنة‪ ،‬الذي شرع‬        ‫استهزا ًء مري ًرا من ارتباط والدته‬
‫الذي نفاه جوجان جملة وتفصي ًل‪،‬‬
   ‫مشي ًرا إلى مغادرته للمدينة قبل‬         ‫في الإمساك بالمسيح وتسليمه‬                     ‫بصغيرها الفقيد‪.‬‬
  ‫هذا الحادث بيو ٍم كامل‪ .‬ومن هنا‬         ‫لأعدائه‪ .‬ويدعم هذا التفسير من‬        ‫التفسير التاسع‪ :‬من المحتمل‬
‫يستند باحثون أخرون إلى قيام ڤان‬           ‫احتمال توحد ڤنسنت ڤان جوخ‬             ‫أن يكون ڤان جوخ قد عانى‬
‫جوخ بقطع أذنه احتجا ًجا على ترك‬          ‫مع يسوع المصلوب‪ ،‬وأن العذراء‬        ‫من هلاوس سمعية (‪auditory‬‬
                                       ‫مريم وهي تندب على جسد المسيح‬             ‫‪ )hallucinations‬مفزعة أو‬
                                         ‫كانت تمثل رمز ًّيا والدة ڤنسنت‪.‬‬       ‫مخيفة‪ ،‬في أثناء إحدى نوبات‬
                                       ‫ثم نجده بإعطاء الأم البديلة راشيل‬     ‫ال ُذهان المشابهة لتلك التي عانى‬
                                                                              ‫منها كثي ًرا‪ .‬حتى أنه كتب بعد‬
                                                                           ‫ذلك‪ ،‬في أثناء وجوده في المصحة‪،‬‬
                                                                           ‫أن المرضى المقيمين معه بالمصحة‬
                                                                             ‫سمعوا أصوا ًتا غريبة‪ ،‬كما كان‬
                                                                            ‫يحدث معه‪ ،‬وتكهن أن هذا الأمر‬
   290   291   292   293   294   295   296   297   298   299   300