Page 33 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 33

‫‪31‬‬                ‫إبداع ومبدعون‬

                  ‫رؤى نقدية‬

                                                                       ‫لها حظها من هذه القدرة‬

                                                                       ‫الفلسفية الخالصة»(‪.)5‬‬

                                                                       ‫وتسعى الرؤية النقدية‬

                                                                       ‫المطروحة في هذه الورقة‬

                                                                       ‫إلى تجاوز خطابات‬

                                                                       ‫الهيمنة والتبعية والتمثل‬

                                                                       ‫إلى آفاق أرحب تدرك‬

                                                                       ‫الماهية الإنسانية للفنون‬

                                                                       ‫والعلوم المتعلقة بها ومن‬

                                                                       ‫أبرزها النقد‪ ،‬وما تضفيه‬

                                                                       ‫عليها محددات الهوية من‬

                                                                       ‫خصوصية وتفرد‪ ،‬وتسعى‬

                                                                       ‫لنفي الجنسنة والتراتبية‬

                                                                       ‫في مقابل الاعتراف‬

                                                                       ‫بالخصوصية والمشتركات‬

‫يمنى طريف الخولي‬  ‫زيغريد هونكه‬                       ‫سليمان بشير ديان‬  ‫الإنسانية المشكلة لماهية‬
                                                                                     ‫الإبداع‪.‬‬

  ‫دراسات حاولت هذه المحاولة في تناولها للأعمال‬          ‫وتختلف الجنسنة عن الخصوصية في أن الأولى‬
 ‫الإبداعية‪ ،‬ورغم ذلك مازلنا نحتاج إلى المزيد أي ًضا‬   ‫تشبه جواز السفر؛ أي أن يكتسب الفن قيمته من‬

                     ‫من هذا النوع من الدراسات‪.‬‬           ‫انتمائه الجغرافي أو السياسي‪ ،‬وهو انتماء يعد‬
    ‫ثمة فرضية تتحقق وتتأكد عند اتصالنا بتراثنا‬            ‫أحد ُم َش ِّكلات هويته ولكنه لا يصح أن يكون‬
                                                     ‫منا ًطا للتراتبية‪ ،‬أما الخصوصية فهي نسيج لغوي‬
      ‫النقدي في ظل معايشتنا لحاضر نقدي متغير‬            ‫وثقافي وديني واجتماعي وأنثروبولوجي يحدد‬
    ‫ومتسارع التجديد أن متص ًل إنسانيًّا يربط هذا‬        ‫للإبداع هويته الخاصة التي تميزه عن غيره في‬
  ‫بذاك‪ ،‬وأن مشتر ًكا إنسانيًّا يسري في حلقات هذا‬       ‫مختلف العصور والأماكن والظروف الاجتماعية‬
     ‫المتصل هو الكامن الأساسي وراء نشأة فكرة‬
     ‫لتلبية حاجة إنسانية في زمن ما ومكان ما‪ ،‬ثم‬                                         ‫والسياسية‪.‬‬
‫تستمر الفكرة في نموها وتطورها تب ًعا لحلقات هذا‬      ‫وتتوقف هذه الورقة البحثية عند الناقدين العربيين‬
‫المتصل الإنساني من حيث الزمان والمكان والأدوات‬       ‫الأندلسي حازم القرطاجني (ت ‪684‬هـ‪1285 /‬م)‬
                                                     ‫والمصري الأستاذ الدكتور رشاد رشدي (‪1912‬م‪-‬‬
                                    ‫والتطورات‪.‬‬
  ‫ففي فترة مبكرة نسبيًّا من هذا المتصل الإنساني‬           ‫‪1983‬م) مرو ًرا بالناقد الإنجليزي الشهير ت‪.‬‬
 ‫نجد القرطاجني في كتابه النقدي «منهاج البلغاء‬           ‫س‪ .‬إليوت (‪1888‬م‪)1965 -‬؛ حيث تسوق هذا‬
   ‫وسراج الأدباء» يسعى إلى إدراك «علم الشعر‬          ‫التوقف النقدي عند هؤلاء مثا ًل موض ًحا ومبرهنًا‬
                                                     ‫على الرؤية النقدية التي يطرحها هذا البحث‪ ،‬ولعل‬
‫المطلق»‪ ،‬محاو ًل الوصول للمعنى المطلق للشعرية‬
                                                      ‫من عناصر جدة هذه الورقة البحثية اتخاذ النقد‬
‫المجرد من أي زمان أو مكان متجاو ًزا فكرة الزمان‬
 ‫والمكان والقائل ليعطي الاعتبار للنص بقوله «ولا‬      ‫بوصفه موضو ًعا مرتك ًزا لها؛ ذلك أن دراسات‬
                                                      ‫الصعيد النقدي تحتاج إلى سلسلة متتالية من‬
     ‫ُيعتبر الكلام بالنسبة إلى قائل ولا زمان البتة‪،‬‬
‫وإنما يعتبر بحيث ما هو عليه في نفسه من استيفاء‬          ‫الأبحاث الجادة والجهود الواعية في هذا الدرب؛‬
                                                     ‫للكشف عن فجوات الرحلة النقدية على مر العصور‬

‫وفي مختلف البقاع؛ فعلى عكس الحال مع النقد ثمة شروط البلاغة والفصاحة بحسب ما وقع فيه‪ ،‬أو‬
   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38