Page 30 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 30

‫العـدد ‪37‬‬                      ‫‪28‬‬

                                                 ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬

‫د‪.‬سحر محمد فتحي‬
‫د‪.‬غادة كمال سويلم‬

‫رؤية نقدية في مواجهة خطاب‬

‫التبعية ومجاوزة خطاب التمثل‬

‫(من القرطاجني إلى رشاد رشدي‬

‫فجوات الرحلة النقدية)‬

‫هذه الرؤية النقدية بما تتغياه من ضرورة تبني نظرة‬
‫أرحب في التعامل مع النتاج الثقافي إنما تسهم إسها ًما‬
‫حقيق ًّيا في إعادة هيكلة التأريخ الأدبي والنقدي‪ ،‬حيث‬
‫تسعى لملء فجوات الرحلة النقدية بتلك الإسهامات التى‬
‫لحقها التهميش لسبب أو لآخر‪ ،‬وإقامة حلقات المتصل‬
‫الإنساني الحضاري الذي يتسع ليشمل جميع الحضارات‪،‬‬
‫منذ الحضارة المصرية القديمة مرو ًرا بالبابلية واليونانية‬
‫واللاتينية والعربية والغربية حتى وقتنا الراهن‪ ،‬مما‬
‫يتطلب جهو ًدا نقدية كبيرة وتواص ًل مع النتاج الفكري‬
‫والفني في مختلف أنحاء العالم‪.‬‬

    ‫منا للدكتوراه؛ حيث بدأت مناقشاتنا تتوالى عن‬     ‫تمثل الرؤية النقدية المطروحة في هذه الورقة‬
   ‫الملاحظات التي تسجلها كل منا عن موضوعها‪،‬‬
                                                    ‫البحثية نتاج ملاحظات متعددة ونقاشات معمقة‬
      ‫فعن حازم القرطاجني ومصطلحاته وأفكاره‬
‫نتحدث تارة‪ ،‬وعن رشاد رشدي وتلامذته واتجاهه‬         ‫ولحظات من الدهشة والاستغراب والاستنارة في‬

   ‫وأفكاره تارة أخرى‪ .‬وبدأت الدهشة تسيطر على‬         ‫الوقت ذاته على مدار سنوات عملنا في رسالتي‬
      ‫حواراتنا نتيجة التلاقي الفكري الملحوظ بين‬
     ‫الناقدين من ناحية‪ ،‬وبين حازم الناقد العربي‬      ‫الدكتوراه‪ .‬ولعل الغرابة تكمن في أن كل واحدة‬
                                                   ‫منا سلكت مجا ًل بحثيًّا مختل ًفا عن الأخرى وربما‬
 ‫الأندلسي وت‪ .‬س‪ .‬إليوت ومؤسسي النقد الجديد‬
      ‫الذين آمن بأفكارهم ونقلها إلى العالم العربي‬    ‫بعي ًدا (الأدب الأندلسي والمسرح الحديث)‪ ،‬كما‬
                                                   ‫اتخذت رحلتانا البحثيتان منعطفات متتالية إلى أن‬

                                                   ‫تقاطعتا عن غير عمد وبلا ترتيب في أطروحة كل‬
   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34   35