Page 64 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 64

‫العـدد ‪37‬‬   ‫‪62‬‬

                                      ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬

                                                 ‫كان في زحمة القادمين إلى الوغى‬
                                                   ‫لا ثوب يستر عورته ولا بندقية‬
                                             ‫يتطلع إلى موت رفيقه عله يفوز بموته‬
                                      ‫ومن موت إلى موت يضوع المكان برائحة الفل‬

                                                                      ‫اللحجي(‪.)9‬‬

                       ‫دمه نازف‬                             ‫كان على شاكلة القديسين‬
     ‫في الساعة الثانية عشرة ظه ًرا‬             ‫لم يعشق ولم يرمق اكتنازة أنثى عابرة‬
                                           ‫رغم انسحاقاته تحت سلم الجارة الفارعة‪..‬‬
                 ‫في منتصف تموز‬        ‫لطالما حدثني عن أحلامه التي تقصد دار أم الخير‬
     ‫في الساعة الثانية عشرة ظه ًرا‬
                                                                          ‫دون منال‬
               ‫كان بدر في الغياب‪.‬‬                    ‫وحينما صعدنا الدرجات وجدناه‬
                                                   ‫ميتًا يخطب أم الخير بدر الشهداء‪.‬‬
          ‫لماذا أوقفته أسوار المطار‬
                  ‫وتركت الآخرين‬                       ‫‪-٨‬‬
                  ‫لماذا أوقفت بد ًرا‬
                                                  ‫كانت الساعة الثانية عشرة ظه ًرا(‪)10‬‬
‫وانهمر رفاقه في موعد مع الانتصار‬        ‫غفى بره ًة‪ ..‬دقيق ًة‪ ..‬ده ًرا‪ ،‬و لكنه لم يكن ميتًا‪..‬‬
                        ‫لماذا بدر؟‬
                                                                  ‫ها هو يرقد أمامي‬
         ‫دعوه ينتصر مع الشهداء‪.‬‬                        ‫تحف به ملائكته أو ما شابه‪..‬‬

    ‫إنها الساعة الثانية عشرة ظه ًرا‬                               ‫يرقد مزه ًّوا بنزفه‬
           ‫وحده بدر يرتدي موته‬                      ‫لا أريد أن أتفحص الجسد المثقوب‬

         ‫وحده يغني أغاني الرحيل‬                           ‫لا أريد أن أع َّد الرصاصات‬
       ‫وحده لا يستحي من عورته‬                              ‫فهن له‪ ،‬أوسمته المستحقة‬
       ‫ويختزن الرصاصات بداخله‬                            ‫لا أريد أن أتحقق من الأقدار‬
                                         ‫ولكنني على يقين هذه المرة أن صديقي ها هنا‬
                                           ‫ومن هنا سيعيد بدر مقايضة الموت بالحياة‪.‬‬
                                                       ‫أقول للسماء أن تأتي من توها‬

                                                                        ‫أن ترفق به‬
                                                         ‫لأنني لا أريد رؤية ما أرى‪..‬‬

                                                                ‫ها هنا يضطجع بدر‬
                                                                            ‫و كفى!‬

                                                      ‫‪-٩‬‬

                                                     ‫كانت الساعة الثانية عشرة ظه ًرا‬
                                                                      ‫انتصف النهار‬

                                                           ‫لا شيء غير طنين الذباب‬
                                                                   ‫يحلق فوق البقايا‬

                                                                ‫يمتص رحيق الجثث‪،‬‬
                                              ‫وحده بدر كان يحرسه رفيف في المكان‪.‬‬
   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69