Page 62 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 62

‫العـدد ‪37‬‬   ‫‪60‬‬

                                                     ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬

‫خالد اليماني‬

‫(اليمن‪ -‬نيويورك)‬

‫بدٌر ما انطفأ‬

‫بكائية‬

                        ‫فالأر ُض باركت ميلاده‪،‬‬                      ‫مدخل‪:‬‬
                 ‫ل ُيش ِه ُد الدنيا على غضب السماء‪.‬‬
                                                             ‫في رحلة اليمانيين للانعتاق سقط الملايين‪،‬‬
            ‫ولدنا م ًعا على قارعة الحشود الثورية‬      ‫ساعة في احتراب عقيم من أجل قبض ريح وماء‪،‬‬
                      ‫والانتفاضات الجماهيرية‪،‬‬
                                                                           ‫وساعة لاختلاف الظنون‪،‬‬
             ‫بين مخاضات مليون قصيدة للرفاق‬                                   ‫وساعة لاتساع الجنون‪.‬‬
             ‫سكبنا من روحينا انتصارات الجياع‬                     ‫ساعة في حروب المخاليف والاختلاف‬
        ‫وانتظرنا م ًعا سبع حروب ولم يأت المطر‪.‬‬              ‫وفي حروب للآخرين‪ ..‬وللطغاة وللدجالين‪،‬‬
                                                      ‫إلى أن مات بدر في ساعة القيظ في تموز‪ ،‬ساعة لا‬
                              ‫َك ُبرنا وشخنا م ًعا‬
                         ‫شبعنا كلا ًما شهيًا م ًعا‬                                        ‫نظير لها‪،‬‬
            ‫وكدنا نسود العوالم فوق النصوص‪..‬‬          ‫فإما لا موت من بعدها «لأن بعد الحرايب عافية»(‪)1‬‬

                            ‫بنينا قصور الجياع‬                                 ‫أو بكاء مستدام وأنين‪.‬‬
                                  ‫حلمنا كثي ًرا‪..‬‬
                                                                      ‫‪-١‬‬
‫ومتنا كثي ًرا على طاولة الشاي في مقهى كاسترو(‪)4‬‬
                                                                               ‫سأحدثكم عن بدر(‪..)2‬‬
‫في أماسينا كان بدر يصنع مرو ًجا كي نسرح فيها‬                                             ‫عن اكتماله‬
        ‫لم يكن يملك قيمة قمحة فابتلعته السنابل‪،‬‬
                                                                                    ‫عن أفق احتماله‬
    ‫لم يكن يحمل وردة جوري كما ا َّدعت الأخبار‪،‬‬                            ‫عن بدر ما اتسعت له سماء‬
                      ‫أنا أعلم منكم ببدر الشهيد‬
                                                                             ‫عن بدر ما انقطع ضياء‪.‬‬
     ‫سأروي حكايته للحالمات الباحثات عن الأمير‬
                        ‫القادم على صهوة فقرنا‬                        ‫سأحدثكم عن بدر الذي يسكنني‬
                                       ‫وجوعنا‬                                ‫ما انفك ممس ًكا بتلابيبي‬
                                       ‫وعهرنا‪.‬‬                                    ‫كي أقصص عليكم‬

                 ‫‪-٣‬‬                                                      ‫ملحمته بلا رتوش ولا رياء‪.‬‬

                        ‫وحين باعدتنا المسارات‪،‬‬                        ‫‪-٢‬‬
                   ‫بحثت عنه في صفحات الويب‪،‬‬
                                                                         ‫في هامش من الزمان أضا َء‪..‬‬
                                   ‫بين دفاتري‬                                              ‫ُولِ َد بدر‪،‬‬
                           ‫وبين أشتات الرفاق‪..‬‬
                                                     ‫لم يدرك « ِش ْعب العماصير(‪ »)3‬أن شهي ًدا ُولِ َد للتو‪،‬‬
   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66   67