Page 63 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 63

‫‪61‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعــر‬                                                                            ‫وجدته شهي ًدا‬
                                                                                          ‫تارة ميتًا‬
            ‫أن ينتظره عند عتبه داره‪،‬‬
       ‫ريثما ينتهي من حروبه ويعود‬                                         ‫وتارة عاش ًقا ثم ًل في موته‬
                                                                       ‫كان يخادع الموت في كل آن‪..‬‬
                         ‫لكنه لم يعد!‬
       ‫خدع الموت فكانه مثل الفينيق(‪)7‬‬                                                ‫«صديقي بدر!‬
                                                                             ‫مضت عشرون أبكتني‬
                     ‫يأتي في كل مرة‬                                    ‫مضت عشرون ما جف البكاء‬
                   ‫ويموت في كل مرة‬                          ‫مضت عشرون أين ذهبت كل هذا الوقت‪،‬‬
             ‫ويعود للحياة ألف مرة‪..‬‬                               ‫فالعليقة خلف دارتنا جفت عروقها‬
                  ‫يعيد تدوير الحياة‪.‬‬               ‫والحمام الذي اعتاد شرب الماء من طاسة أمي طار‪..‬‬
                                                                     ‫ضاعت مساراته في منا ٍف بعيدة‬
                                ‫كنا نختلف دائ ًما‬                        ‫وأم الخير(‪ )5‬في عين المكان‪.‬‬
                          ‫فأنا أحب أن أكون حيًّا‬                              ‫مضت عشرون يا هذا‬
                  ‫ولا متسع عندي الا لموت واحد‬                      ‫وآلاف المعارك في زماننا المستعار‪،‬‬
            ‫ولبدر سلسال موته منذ الموتة الاولى‪،‬‬                         ‫القيظ هشم أضلعي يا صاح‬
                        ‫له حرفنة اللعب مع الموت‬
                                                                                   ‫ألا يكفي تخفي‪..‬‬
                                ‫في ذهاب و إياب‬                                    ‫ألا يكفي انتظار»‪.‬‬
                             ‫له حروبه الماضيات‬
                                                                    ‫‪-٤‬‬
                              ‫وحروبه القادمات‬
                                   ‫وحروب أُخر‬                ‫خاطبني بعدنيته الواثقة‪ ..‬بلكنة مشفرة‪:‬‬
                                                       ‫«بعد الموت القادم تصطحبني نخطب أم الخير‪..‬‬
                              ‫واستشهادات كثر‬           ‫بعد البعث القادم أدعوك مع بقية الرفاق لوجبة‬
                                 ‫جدلية لا تنتهي‬
                                                                         ‫سمك مشوي في صيرة(‪.»)6‬‬
                             ‫ولي منها الانحسار‪.‬‬                          ‫كان بدر يعود من كل موت‬

                 ‫‪-٦‬‬                                                                 ‫مزه ًوا بالقيامة‬
                                                                              ‫لم يخ َش سطوة الموت‬
               ‫الآن جسده يتحلل تتشربه الأرض‬                                   ‫كأنه كان يسخر منه‪.‬‬
                        ‫دمه ينساب إلى بحر عدن‬
                                                                                           ‫في موته‬
‫كم من أطنان الدم شرب هذا البحر المزهو بكبريائه‪.‬‬                           ‫لم يمارس الحب كأسلافه‬
                             ‫يا أيها الموت تمهل!‬
                              ‫كن رفي ًقا بصديقي‬                                     ‫لم ينعم بالأبوة‬
                                                                         ‫كان سلطا ًنا في مملكة الموت‬
   ‫فبدر لم يتأنق بعد‪ ،‬ولم يضع المشاقر(‪ )8‬للرحيل‪.‬‬                        ‫ومخذو ًل في مملكته العدنية‪،‬‬
                                                                      ‫وحينما أفلت من كماشة الموت‬
                        ‫أتفحص هيئته المتفسخة‬                   ‫للمرة المليون صنع معنًى لهذا الخلود‪.‬‬
    ‫كان السيل الكارثي يعيد صياغته لبعث جديد‪.‬‬
                                                                    ‫‪-٥‬‬
            ‫مز ٌن حمضي ينزل في شقوق الأرض‬
             ‫ومن الثرى كان بدر ينبت من جديد‬                                       ‫لطالما خاتل الموت‬
                                                                        ‫يقول للموت أن يمهله ساعة‪،‬‬
                      ‫تسمق قامته رفعة الأولين‬
       ‫يغوص في مواكب من يعرجون إلى السماء‬

                          ‫في مهرجان الشهداء‪.‬‬

                 ‫‪-٧‬‬

                           ‫بدر تمامه ما انطفأ‪..‬‬
   58   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68