Page 114 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 114
العـدد 21 112
سبتمبر ٢٠٢٠ «ضفيرتان وورق ملون وجميل
كان بإمكاني ح ًّقا أن أطير»
وصلابتهم التي كسرتنا جي ًدا
لينًا ***
مثل الحب الصعيدي أق ُف على قم ٍة عالي ٍة ج ًّدا
الذي لم يصدق أحد أب ًدا وتحتش ُد في رأسي ك ُّل مشاه ِد السقوط الرومانسية
كيف يكون حنو ًنا وجار ًفا هكذا
الهوا ُء صاد ٌق ج ًّدا لكنّه بخيل
مدو ًرا والعم ُر مشه ٌد ُم ِم ٌل في فيل ٍم شاهدناه عشرا ِت الم ّرات
مثل أقراص الجبّانات الجافة
وحلوق «معددات القرية» المتمرسات في رحل ِة الصعود أتذك ُر الله
أُح ُّبك الآن يا الله
محرو ًقا
مثل أعمارنا وأنا أبتع ُد عن الأرض
والحيا ِة التي طال بقاؤها في أفران قلوبنا الخائفة أنسى الجثث والمأساة
وكن ُت آتي َك بخبي ٍز صباح ٍّي طازج ثم أق ُف على الحاف ِة وفي يدي وردة
في الشتاء وأنت تجمع المطر في كفيك الهائلين
وفي الربيع هل تراني الآن؟
حين يتسلق أطفال القرية ظهرك
وتسقط الحراشف مخلفة ورو ًدا و تفا ًحا هل تحبني؟
ولما صرت كه ًل
زينته بماء الورد وقليل من العنب هل تحبهم؟
قلت ربما أحبني
لكنك كنت مشغو ًل بنبوءات وحروب قادمة من ماتوا يا الله
تصنع فرسا ًنا من البوص من عجنتهم طين ُة الوجع
وترمح فوق أحصنة من تراب البيت المهدوم وكسروا بيض َة الحيا ِة الخائب ِة بحري ٍق هائل
ثم صرت شي ًخا س ُأمس ُك بجنا ِح أ ّو ِل ن ْور ٍس يم ُّر
فكنت آتيك بالخبز مزدا ًنا بالصبار والكافور
أنا خفيف ٌة الآن
قلت
قد تحتاج الصبر الآن حتى أ ِّني لا أذك ُر كم حبيبًا م ّر على قلبي
وأسنانك تسقط في البئر الذي ملأته بنفسك بمطر السماء ولا كم جنازة م ّرت بجسدي
لا الدبابات ولا الرصاص
القديمة ولا الشذوذ الذي خ ّطط العالم
وجلدك تملؤه النتوء
ويختبئ بين تجاعيده عيال البلدة التائهون حتى صار يشبه حما ًرا وحشيًّا مجنو ًنا
ُتثقلُني فقط قلِّ ُة الفه ِم لا قلة الحيلة
حتى القتلة لماذا؟
عرفوا طريقهم لقلبك الطري
واختبأوا تحت ذراعيك الممدودين دائ ًما ***
والملح الذي دائ ًما ما لوث حلاوة محبتك
كنت تحب الخبز
استقر بجوفي معجو ًنا برائحة الأمهات
صار يمينًا بيني وبين الخلائق
أن الخب َز وحدَه يصنع الدراويش. وريح الأيام القديمة
أسم َر
مثل قامات أعمامنا