Page 109 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 109
نون النسوة 1 0 7 الفعلية تار ًة أخرى ،أو الآنية التي تمنح روح الاستمرارية
تفاع ًل من التيّقن بماهية التلاقي ،ما بين السرد والشعر،
الأساسية للتدوين الشعري في هذه المجموعة ..ولهذا
فإن المستوى التصويري يكمل المستوى الإخباري ليبيّن في استخداماتها للمفردات الدالة على انتهاجها لهذه
المستويات التي نجد إن المستوى التصويري داخ ًل فيها
لنا العلاقة بين النثر الشعري والسرد القصصي ،أقرب
منه إلى السرد الروائي ..وهي -أ ّي الشاعرة -تنتهج أو منفر ًدا مع المستوى الإخباري ،الذي يعد هو القامة
هذه الطريقة ربما في جميع كتاباتها الأخرى خارج هذه
المجموعة ،لأنها تجد نفسها قادر ًة على رسم ملامح
المفردة التي تؤ ّدي إلى تأوي ٍل مناط بهدفية الن ّص ذاتها.
ولهذا فإن المستوى التصويري هو الحلقة الوسطى التي
يتم فيها تعليق الن ّص لرؤية كامل الجسد المتك ّون من
ثلاثية المستويات ..بمعنى لا يمكن المرور بعد الدخول
من عنوان الن ّص والاستهلال الذي في أغلبه مستوى
إخباري إلى المستوى التأويلي دون المرور بالمستوى
التصويري ..ولهذا فهو يأتي م ّرة على شكل تصوير
مباشر لحالة ما ،أو يأتي على شكل سؤا ٍل للدخول
إلى المستوى التأويلي .وهو ما نرى لجوئها إلى كتابة
نصوص نثرية عبارة عن رسائل:
«قلبك خ َّطط َته بيدك،
ق َّسم َته مساحات صغيرة غير متساوية،
شغل َت با َلك بأشياء تافهة كالعالم والحق والجمال،
هل شاركت في حرب من قبل؟
هل زرع َت وردة؟»
من نص (ماذا لديك لتكذب به على الله).
«تنتشل َك من أمام السيارة
وتضع السيدة البدينة تحت عجلاتها،
ُتغ ِرق سرب الأسماك الملونة
لتخرجك من البحر».
من نص (الحياة ليست جديرة بأحد).
وقد نجد التأويل م ّرة مبثو ًثا داخل المستويين ،وم ّرة
تجعله الشاعرة متو ّثبًا في آخر الطريق ،ومن ثم يقوم
المتل ّقي بجمع المحصول ما بين العنوان وجسد النص،
لمعرفة خفايا القصديات ،أو الأسباب التي جعلت الشاعرة
تميل إلى طرح هذه الفكرة أو غيرها.
إن المستوى التأويلي هنا هو الغاية التي تريد الشاعرة
الوصول لها عبر طرق ثلاثة مهمة ..الطريق الأول :حبكة
الكتابة وميزتها في التناوب ما بين السرد والشعر في
النص الشعري (خارج النصوص السردية).