Page 106 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 106
العـدد 21 104
سبتمبر ٢٠٢٠ علي لفتة سعيد
(العراق)
بنية الكتابة..
اللغة اليومية وصناعة الحدث في مجموعة
«أق ّص أيامي وأنثرها في الهواء»
النقاد تبويب الحالة العاطفية على أنه فترة سماح لما يمكن إن أية مجموعة شعرية جديدة تصدر وسط هذا الحشد
أن يحفل به النص من روح الكتابة إن كانت امرأة ،أو قوة
الكبير من المجاميع الشعرية الكثيرة التي تنشر للشعراء
المعنى إن كان الكاتب رج ًل.
إن المجموعة الشعرية -أية مجموعة -لا تعني فرادة العرب ،سواء في العالم أم داخل الوطن العربي ،لا بد أن
المفردات ،فهي مستخدمة ومنقوعة بالماء الشعري منذ تكون قادرة على التميّز واحتوائها على الفرادة وتم ّكنها
مئات السنين ،مثلما هي اللغة الشعرية التي بدأت بالتلاعب من صناعة الذات الشعرية التي تنطق بالشعر من خلال
والتحايل منذ أن انطلقت قصيدة النثر لتكون واحد ًة من
علامات الجنس الأدبي القار ،الذي لا يمكن معها مغافلة عدة عوامل مهمة ..منها توافرها على الشعر والشاعرية
الذائقة أو الجنوح إلى الصراع المحتدم بين تسميتها شع ًرا
أم قصيدة أو اس ًما أخر ،فهي ن ّص شعري سواء كان ذلك التي تتو ّزع بين لغتها وطريقة الإنتاج ،وكذلك احتوائها
معيا ًرا للشعر أو معيا ًرا لحاجة الذائقة إلى ن ّص جديد.. على الدهشة التي تجعل المتل ّقي يبقى مع النصوص
فالن ّص الشعري النثري يحتوي على مرتكزات تأويلية هو
ما يبغيه الشعر أص ًل ،فتلك إذن أولى علامات التلاقي بين لإكمال قراءتها ،ومن ثم البحث عن فواصل القصد ومعامل
النثر الشعري والقصيدة لتكون قصيدة النثر واحد ًة من
المعنى وأسس التأويل ،وكذلك احتوائها على المقدرة
علامات التنبيه والإشارة.
اللغوية التي يتم فيها صناعة النص الشعري المحتوي على
العنوان والتقديم وبوابة الدخول
يلعب العنوان دو ًرا مه ًّما في جذب المتل ّقي ،ولهذا كانت الشاعرية ..فاللغة ليست حصا ًنا يطارد المعنى فحسب،
هناك الكثير من الدراسات والتحليلات له ،بل تح ّول إلى بل هي الحصان الذي يحمل ع ّدة السباق ليفوز بالمعنى،
ولهذا فإن أية مجموعة لا بد أن تحتوي على عوامل الفرادة
فيما يتم تناولها من مهمتين أساسيتين ،أولهما أنها تناقش
أشياء لم يناقشها أحد من قبل من الشعراء ..وثانيهما أنها
تمتلك لغتها الخاصة التي تتيح لها إنتاج النص الشعري
بعي ًدا عن خاصية التجنيس الانتاجي ،إن كان المنتج رج ًل
أم امرأة ،لكي لا يتم التجنيس بعاطف ٍة كما يريد البعض من