Page 108 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 108
العـدد 21 106
سبتمبر ٢٠٢٠
فهي تعتمد على الفكرة واللغة والغاية.. نصو ًصا أخرى لجأت إلى نشرها في جسد النصوص
لذا تأتي النصوص في بعض الأحيان على الشعرية ،ولذا يمكن عدها محاولة تقديم لما يأتي بعدها،
صفح ٍة واحد ٍة أو اثنتين أو ثلاث ،مثلما وكأنها تقسم النصوص إلى مراحل سردية وليست
يأتي العنوان عبر كلم ٍة أو أكثر تصل إلى
خمس أو ست كلمات ..وهذه المستويات زمنية .تكون معنية بتقشير تلك العلاقة ما بين المقدمة
الثلاثة هي المستوى الإخباري وهو وما يأتي من نصوص جمعها هذا الفصل أو هذا الجزء
مستوى سردي ..والمستوى التصويري
وهو مستوى سردي أي ًضا ..والمستوى المختص ،أو أنه ن ّص نثري خاص كما هو نص (صديقي
التأويلي الذي يعنى بهدفية الشعر ..ولهذا هتلر) و(تجريد) و(رسالة إلى أبنائي الصغار) و(إلى
نجد أن أغلب النصوص الشعرية تبدأ حبيبي مارك) الذي كان ن ًّصا نثريا شعر ًّيا م ًعا ،وطويل
باستهلا ٍل إخباري مو ّجه إلى الجماعة أو كما يبدو وكأنه طريقة لاجتراح التداخل الن ّصي ما بين
الذات أو الآخر المخاطب والمرمى له في الن ّص السردي والشعري لإنتاج ن ّص له فكرة وحكاية
وتدوين ،وأي ًضا هناك نص (تغريبة) و(قسوة) المقسمة
الغائية. إلى سبعة أجزاء متداخلة في بنيتها التدوينية أي ًضا ..وهو
«أرجوكم.. ما جعل هذه النصوص خارج سياق التجنيس للمجموعة
حاولوا أن تنسوني قلي ًل
لا تلتفتوا لهذه الهالة النورانية حول رأسي التي كتب على غلافها الأول كلمة (شعر) وليست نصو ًصا
تغاضوا عن صوت أجنحتي شعرية ،مما أثر على ديناميكية القبول ،وربما يعدها
إلى أن تكف عن الاحتكاك بالهواء»
استهلال نص (معجزات صغيرة لا تكفي البعض استراحة ،ولكنه لن يجد ما تنفرد هذه النصوص
لإبهار العالم):
«عينا ِك شريرتان» النثرية على اعتبارها كائن م ّد رأسه من زوايا الشعر بدون
هكذا قال لي. قصدية واضحة.
للأسف كان يكذب
لأن عيوني لا تشي بشيء» بنية الكتابة وطرق التدوين
من نص (بحر يعبر الطريق):
«جرب ُت الح َّب أكثر من مرة. إن بنية الكتابة التي سنقيس عليها محتويات المجموعة،
مر ًة ذهب ُت إليه بقلب أكبر من الحب ذاته.
مر ًة ذهب ُت إليه بقلب عابر. هي ما يمكن تفسيره على كشف طرق التدوين للكاتب
أج ّرب الح ّب»
من نص (اليومي والمتاح من اللغة): عبر مستويات تم اجتراحها بما يؤ ّدي إلى توصيل الفهم
«جنبًا إلى جنب.. العام لآلية التدوين /إنتاج لأي كاتب (أنظر كتابنا «بنية
كنا نسير ونتكئ م ًعا على عصا آيلة
للسقوط»، الكتابة في قصيدة النثر ..أساليب النّص ومحمولات
من (حروب باردة):
إن هذه الاستهلالات التي تحمل المستوى الإخباري التأويل) ،والذي أكدنا فيه أن بنية الكتابة (هي متابعة أثر
جاءت بتن ّوع باستخدامات الجملة الإسمية تار ًة أو ما يش ّكله المبدع في عملية ترحاله التدويني لفعل الكتابة
الذي أنجزه وق ّدمه إلينا ،كونه منج ًزا إبداعيًّا ،واستخلاص
الأدوات بعد تحديد مستوياته السردية ،من أجل الوصول
إلى فهم العملية الإنتاجية /طريقة التدوين التي سار
عليها الكاتب ،بعي ًدا عن مدلولات الفكرة (الموضوعة/
الثيمة) المستخلصة مما تطرحه الأفكار من حيثيات العمل
(الحكائية) ..أو لنقل بعي ًدا ع ّما جاء في الن ّص من أحدا ٍث
أ ّدت إلى ترابط المستويات.
ولذا فإن بنية الكتابية في هذه المجموعة تأخذ ثلاث
مستويات غير متساوي ٍة في الطول والمعنى والاتجاه..