Page 103 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 103

‫نون النسوة ‪1 0 1‬‬

  ‫هذا العالم والإلحاح على الرغبة‪ ،‬وإنما الغناء‪ /‬البكاء‪/‬‬
     ‫الأنين‪ /‬الرقص على الخرائب الزورباوية أو العديد‬
     ‫بالمعنى الطقوسي‪« :‬هل سمعتم الأوبرا التي ألفتها‬
                             ‫بمفردي من الأنين؟»‪.‬‬
      ‫والمفارق في الأمر أن الذات الشاعرة التي أعلنت‬
   ‫صراحة أنها «كانت تود أن تكتب عن الفراشات‪ ،‬تلك‬

‫التي شوتها الشمس‪ ،‬ولكن‪ »..‬هي الذات الشاعرة نفسها‬
     ‫التي تكتب عن الفراشات في أول نصوص الديوان‪،‬‬
       ‫«معجزات صغيرة لا تكفي لإبهار العالم»‪ .‬ولكن‬

  ‫الفراشات في النص ليست هي الفراشات في التمهيد‪،‬‬
 ‫إنها فراشات مختلفة‪ ،‬فراشات تخرج من أصابع الذات‪،‬‬

     ‫وفق دفق ذاتي لا يربطه بالواقع سوى دلالة الفعل‬
                                        ‫الشعري‪:‬‬
                                            ‫نعم‪،‬‬

                                ‫هذه فقط ابتسامتي‬
                      ‫لا قمر ولا شمس ولا يحزنون‬

                              ‫مروا بجواري بهدوء‬
                         ‫وسأنظر للجميع بالتساوي‬
                        ‫هل فرغتم من عد الفراشات‬
                      ‫التي خرجت من بين أصابعي؟‬

                                           ‫نعم‪..‬‬
                                   ‫جميعهن بناتي‪.‬‬
                              ‫ربيتهن تحت أظفاري‬
               ‫هل كنستم الليل من أجلي قبل أن أمر؟‬

              ‫تمارين البنت المؤدبة‬
     ‫إن واح ًدا من الملامح المركزية في كتابة مروة أبو‬
  ‫ضيف هي العناية الفائقة باللفظ على مستوى الأثر أو‬
‫الدلالة الحفرية‪ .‬قد يذكر كثيرون منا أحد أشهر الإفيهات‬
 ‫السينمائية التي ألقاها البارون النبيل ستيفان روستي‪:‬‬

                  ‫«كونياك‪ ،‬مشروب الفتاة المهذبة!»‪.‬‬
   ‫كان يمكن لتمارين مروة أبو ضيف للبنت المؤدبة أن‬
 ‫تكون تمارين الفتاة المهذبة‪ ،‬تب ًعا للسياق المفارق‪ ،‬غير‬
‫أنها‪ ،‬اختارت «البنت» عو ًضا عن الفتاة‪ ،‬و»المؤدبة» بد ًل‬

                                      ‫من المهذبة‪.‬‬
    ‫وظاهر الأمر ألا فرق في المعنى‪ ،‬بما يجعل استبدال‬
   98   99   100   101   102   103   104   105   106   107   108