Page 98 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 98
العـدد 21 96
سبتمبر ٢٠٢٠
والسعادة ،لأنه سيحقق أمنيتها هي في إسعاد هذا الطفل
الجميل.
مرت ساعات طويلة بعد انتهاء تسجيل الحلقة التي
سيكون بطلها وحيد ،ليعرب عن أمنية قابلة للتحقيق.
حاولت ألا تسأل عن أمنية وحيد ،حتى لا يشعر أحد من
فريق العمل أن الأمر كان مرتبًا لرغبة في نفسها هي.
في صباح اليوم التالي ،استعدت للمرور على محل
الزهور كعادتها قبل الذهاب إلى العمل ،لتجد وحيد
ممس ًكا براديو صغير يلهو به ،والسعادة تشع من
عينيه فزادته جما ًل ،سألته مبتسمة وقلبها يتراقص
فر ًحا:
-ما لك مبسوط أوي كده؟
لم يجبها ،وظلت الابتسامة تكسو ملامحه
وهو متجه إلى إصيص الورد لينتقي لها
زهرتها المعتادة.
سارت خلفه ورددت السؤال مرة أخرى
بصيغة مختلفة ،فانتبه صاحب المحل وترك
بعض أعواد الزهر التي يشذبها وسألها:
-عايزة حاجة يا آنسة؟
-لا أب ًدا ،كنت شايفة وحيد مبسوط ،وباسأله فرحان
ليه أوي كده؟
زفر صاحب المحل ممتع ًضا وأخبرها:
-طاقة القدر اتفتحت له امبارح ،فاعل خير كان هايلبي
له أي طلب ،لكنه اختار الراديو الحقير ده.
نظرت مرة أخرى إلى وحيد؛ فوجدته يلهو ويتراقص
طر ًبا وهو ممسك بالراديو؛ فتعجبت من بساطة أحلامه
وقالت:
-ما دام ابنك مبسوط ..خلاص!
-وحيد مش ابني! أهله كلهم ماتوا لما البيت اللي على
أول الشارع وقع ،والولد بعد ما طلع من تحت الأنقاض
حي؛ أنا أخدته أربيه ويساعدني في المحل؛ لأنه بقى
اسم على مسمى.
ارتسم الذهول على وجهها ،وقبل أن تفيق من هذا الخبر
الصادم ،أردف صاحب المحل:
-وحيد أصم ،لكنه كان بيشوف أبوه مبسوط وهو
بيسمع الراديو ،عشان كده طلب راديو.